تصدر العراقيون قائمة اللاجئين السياسيين من الدول العربية إلى بـريطانيا خلال العام الماضي، بل كان العراق البلد العربي الوحيد الذي وضع على قائمة الدول التي فاق عدد طالبي اللجوء السياسي منها أكثر من 100 شخص خلال العام الماضي.

وأوضح تادي جفرسون من وزارة الداخلية البـريطانية أن الدول الشرق أوسطية الأخرى التي ظهرت على هذه القائمة هي تركيا «405 لاجئ» ثم إيران «180 لاجئاً» ثم العراق «160 لاجئاً»، وأضاف أن هناك أعداداً صغيرة تقل عن المائة شخص جاءت من دول عربية أخرى مثل الجزائر والسودان ولبنان وفلسطين.

وكانت وزارة الداخلية المسؤولة عن قضايا الهجرة والجنسية قد أعلنت إحصائيات اللجوء السياسي على أراضيها خلال عام 1999، والتي أزعجت السلطات البـريطانية بسبب ارتفاعها بدرجة كبيرة عن العام الذي قبله، إذ بلغ العدد أكثر من 71 ألف لاجئ في عام 99 بينما كان 46 ألفاً في عام 98.

لكن الحكومة البـريطانية بـررت هذا الارتفاع بسبب حرب كوسوفا في العام الماضي إذ تصدرت يوغوسلافيا القائمة بـ 795 لاجئاً تلتها سريلانكا ثم الصين، واحتلت روسيا أيضا موقعاً متقدماً على قائمة طالبي اللجوء السياسي إلى بـريطانيا، كما امتلأت القائمة بدول شرق أوروبا الأخرى مثل بولندا ورومانيا والجمهورية التشيكية.

من جهة أخرى مصادر غير رسمية في جمعيات عربية أن عد اللاجئين اللبنانيين قد تناقص كثيراً مقارنة بالثمانينات وأوائل التسعينات عندما كانت الحرب الأهلية في لبنان لا تزال مشتعلة، لكن الوضع تغير الآن وعاد عدد كبير مت اللبنانيين إلى بلادهم بينما تشددت سلطات الهجرة البـريطانية في منح القادمين الجدد من لبنان حق اللجوء السياسي.

أما السودان، فلا يزال يجد منفذاً إلى بـريطانيا بحجة الحرب الأهلية الدائرة في جنوبه والنظام الذي تعتبـره بـريطانيا متشدداً في الخرطوم، ولكن رغم ذلك فقد تناقصت أعداد السودانيين القادمين إلى بـريطانيا مقارنة بأعدادهم في النصف الأول من عقد التسعينات وتأمل السلطات البـريطانية في أن يؤدي اتفاق الوئام الوطني الجزائري إلى بقاء الجزائريين في بلادهم على الرغم من أن غالبيتهم تتوجه إلى فرنسا بدلاً عن بـريطانيا.

وقال جيفرسون أن ارتفاع عدد اللاجئين لم يقتصر على لبـريطانيا وحدها بل شمل الدول الغربية بشكل عام، الأمر الذي «يشير بوضوح إلى ازدياد الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان حول العالم»، غير أن نوابا في البـرلمان البـريطاني عن حزب المحافظين المعارض اتهموا حكومة العمال بالتراخي في التعامل مع اللاجئين السياسيين مما أدى إلى تشجيعهم للحضور إلى بـريطانيا.

لكن الحكومة ترد عليهم بأن بـريطانيا لا تزال تستوعب أصغر عدد من اللاجئين السياسيين في أوروبا، إذ تأخذ سويسرا مثلاً أكثر من خمسة أضعاف العدد الذي تستوعبه بـريطانيا، كما تجئ ألمانيا في مقدمة الدول الأوربية التي تستقبل اللاجئين في دول اتحاد الأوربي