قرّاء “المسلة”: الإعلام يغذي العنف عبر الخطاب التحريضي على المذهبية والطائفية

93 بالمئة من المشاركين يؤكدون ان الاعلام يغذي العنف في الوقت الحاضر بسبب الاجندة الطائفية

بغداد/ المسلة: تفيد نتائج استطلاع لـ” المسلة ” حول تأثير المنبر الاعلامي على نسبة العنف في المجتمع، ان للخطاب الموجّه الى الجمهور، دور حاسم في تغذية العنف اذا ما تبنى الافكار المتطرفة التي تدعو الى الطائفية والمذهبية وحتى المناطقية.

وبحسب الاستطلاع، فان 93% من المشاركين البالغ عددهم 544، يؤكدون ان الاعلام يغذي العنف في الوقت الحاضر بسبب الاجندة الطائفية، والتفسيرات ” المذهبية ” للانفجارات والتظاهرات، ليس في العراق فحسب بل في الكثير من الدول العربية ذات الاوضاع المضطربة.

وتعتقد نسبة منخفضة من الجمهور ( 6% ) ان الاعلام يؤثر “جزئيا” على نسبة العنف في المجتمع، بينما بلغت نسبة الذي لا يرون علاقة بين الخطاب الاعلامي وتزايد العنف 2% من مجموع المشاركين.

وعلى رغم قدرة الإعلام على تكوين رأي عام مضاد للعنف والإرهاب، وكل صور وأشكال الجريمة،الا ان الوقائع تشير غير ذلك، اذ اوغل الاعلام في الكثير من الاوقات في تأجيح الصراعات الطائفية والمذهبية.

وفي العراق، إتُّهمت قنوات فضائية عراقية وعربية بتأجيج الفتنة بين ابناء الشعب والتحريض على الفتنة.

ويقول الاكاديمي العراقي سلمان النعماني، في هذا الصدد ” بعض القنوات الفضائية اخطر من الارهاب على العراق “.

واستطرد في حديثه” بعض مراسلي (العربية) و(الجزيرة)، نقلوا الاقراص المدمجة والمواد الاعلامية الخطيرة لتهريبها الى المكاتب الرئيسية خارج الحدود”.

ويذكّر النعماني ” بالتنسيق بين فضائية عراقية وإرهابيين اقتحموا كنيسة سيدة النجاة في بغداد العام 2010.

وفي العام 2007، طالب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية بالتوقف عن استضافة “الإرهابيين” والإساءة للرموز الوطنية العراقية، معتبرًا ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية العراقية.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتهم فضائيات بالتحريض على العنف والارهاب وقال ان “هناك 17 الف عراقي يعانون امراضا نفسية نتيجة مشاهدة صور قتلى الانفجارات “.

من جهته يرى المتحدث باسم هيئة الاعلام والاتصالات مجاهد ابو الهيل ” ان هذه النسبة التي توصل اليها استطلاع المسلة هي نسبة اكثر من منطقية وحقيقية وهي واقعية وصادقة جدا ومنسجمة مع توجهات الهيئة .. الهيئة لا تريد للخطاب الاعلامي ان يعتمد النبرة التحريضية ولذلك وضعت مدونات تحد من اعتماد نبرة طائفية وتحريضية” .

واضاف “انها تامل من جميع وسائل الاعلام الاعتماد على تلك المدونات .. لا نريد اعادة لمشهد الطائفة ومشهد الاقتتال واعادة العراق الى مربع غادره” .

واشار الى ان “المشاهد العراقي ومن دون ادنى عناء يستطيع ان يميز الخطاب الطائفي الذي يتعرض له عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة في العراق”.

ويتيح قانون مكافحة الارهاب في العراق ملاحقة كل من يمول أو يروج للارهاب عبر القنوات الفضائية والمساجد والطرقات.

ويتحدث مالوم ابو رغيف، مذكرا بمواقف بعض الفضائيات المحرضة على العنف، فيقول ان ” قناة الشرقية اختارت إن تكون منبرا للعداء للعملية السياسية وبوقا لتثبيط همم وعزائم العراقيين عن المشاركة بالانتخابات”.

وفي ابريل 2013، علَّقت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، رخصة عمل 10 قنوات فضائية بينها: “الشرقية” العراقية، و”الجزيرة” القطرية؛ وذلك بسبب “تحريضها على العنف والطائفية”، بحسب ما أفاد مسؤول في الهيئة.

وقال مدير دائرة تنظيم المرئي والمسموع في هيئة الإعلام والاتصالات مجاهد أبوالهيل: “اتخذنا قراراً بتعليق رخصة عمل بعض القنوات الفضائية التي انتهجت خطَّاً مُحرِّضاً على العنف والطائفية”.

ويتحدث الاعلامي العراقي علاء كولي لـ” المسلة ” عن ” دور كبير للإعلام في التأثير على حجم العنف وازدياده “.

واضاف ” هناك اطراف متعددة تثير مشكلة في مكان، ليتحرك من خلال الاعلام التابع لها محرضا على العنف “.

ويعتقد كولي ان ” الاعلام في العراق ساهم بشكل او بآخر في خلق الكثير من الازمات في البلاد من خلال التحريض او المبالغة في نشر او تغطية قضية معينة هي في الحقيقة لا تستوجب ذلك في ظروف تكون البلاد غير محتاجة لها”.

ويسمي حسين كاصد على صفحته الافتراضية في “فيسبوك” فضائيات عديدة باعتبارها محرّضة على العنف عبر ” تشويه الاحداث وقلب الحقائق فيصبح المجرم ضحية”.

ويرى المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي ياسين مجيد ان ” السلطات الحكومية والجهات المعنية بمراقبة البث والإرسال لم تهتم بتصريحات وزيرالعدل حسن الشمري التي كشف فيها عن وجود علاقة عمل بين أربع فضائيات عراقية هي الشرقية والبغدادية وبغداد والرافدين وتنظيم القاعدة الذي كان يخطط لتهريب عدد من معتقلي القاعدة من سجن التاجي ومن ثم حرقه بالكامل والدور الذي يفترض ان تقوم به القنوات الاربع في تغطية عملية الهروب وتوجيه الرأي العام في مرحلة ما بعد تنفيذ مخطط القاعدة الذي سينظر اليه على انه هزيمة امنية كبرى للحكومة والقوات الامنية”.