بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾

 

يشارك العالم في العشرين من كانون الأول/ديسمبر من كل عام إحياء اليوم الدولي للتضامن الإنساني، وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة كقيمة أساسية وعالمية ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين.

وتغتنم منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) هذه المناسبة لتؤكد أن التضامن ليس مجرد خيار أخلاقي، بل هو ضرورة حتمية لبقاء البشرية في ظل التحديات الجسيمة التي تعصف بالأمن والسلم الدوليين.

إن هذا اليوم يحلّ والضمير الإنساني يواجه اختباراً عسيراً، حيث تتسع فجوة المعاناة وتتصاعد حدة النزاعات، مما يتطلب وقفة دولية جادة تتجاوز لغة الشعارات نحو العمل الإغاثي والحقوقي الملموس لصالح المجتمعات المنكوبة.

الشعوب المنكوبة: جراح نازفة ونداءات استغاثة

تراقب المنظمة ببالغ القلق تفاقم الأزمات الإنسانية في عدة مناطق، وتخص بالذكر:

* قطاع غزة: الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه المدنيون حرباً مدمرة وحصاراً خانقاً أدى إلى انهيار المنظومات الصحية والخدمية، مما يجعل التضامن مع الشعب الفلسطيني واجباً إنسانياً عاجلاً لوقف نزيف الدم وتأمين وصول المساعدات الحيوية.

* لبنان: الذي يمر بظروف استثنائية عصيبة نتيجة الاعتداءات والأزمات المتلاحقة التي أثقلت كاهل المواطنين وهددت استقرارهم المعيشي والأمني.

* سوريا،السودان وأفغانستان وغيرها: حيث لا تزال ملايين الأسر تعيش تحت وطأة النزوح والفقر وانعدام الأمن الغذائي، في ظل تراجع الاهتمام الدولي بملفاتهم الإنسانية المزمنة.

توصيات المنظمة

انطلاقاً من مبادئ اللاعنف والقيم الإسلامية السمحاء، تضع منظمة (المسلم الحر) التوصيات التالية أمام المجتمع الدولي وصنّاع القرار:

* كفالة الحماية للمدنيين: نطالب بضرورة الالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني في كافة مناطق الصراع، ورفع الحصار عن الشعوب المنكوبة، لضمان تدفق الإمدادات الطبية والغذائية.

* تفعيل الدبلوماسية الوقائية: تدعو المنظمة الدول الكبرى ومجلس الأمن إلى تغليب لغة الحوار واللاعنف على لغة السلاح، والعمل بجدية على إنهاء الصراعات التي تستنزف كرامة الإنسان ومقدراته.

* دعم المستجيبين المحليين: نؤكد على أهمية مساندة المنظمات الإنسانية المحلية والمتطوعين في عموم البلدان وعلى الخصوص: لبنان وأفغانستان وسوريا، كونهم خط الدفاع الأول في مواجهة الأزمات المعيشية.

* تعزيز التضامن الرقمي والحقوقي: ندعو الشعوب والمجتمع المدني حول العالم إلى ممارسة الضغط الشعبي عبر المنصات الدولية لإيصال صوت المظلومين والمطالبة بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان.

* مكافحة خطاب الكراهية: تشدد المنظمة على أن التضامن يبدأ بالاعتراف بالحقوق المتساوية لجميع البشر، ونبذ كافة أشكال التمييز الديني أو العرقي التي تذكي الصراعات.

تختتم المنظمة بيانها بالتأكيد على أن السلام العالمي لن يتحقق إلا بعدالة التوزيع وتكافؤ الفرص والتضامن الصادق مع الضعفاء. إن إنقاذ إنسان واحد هو إنقاذ للبشرية جمعاء.