سامي كليب
أولا: كليّ ثقة بأن ثمة علاجا سيوجد قريبا لوباء “كورونا”، ولعلّ ثمة معلومات موثوقة بدأت تظهر
ثانيا ما رأيكم بهذا الحوار المُهم بين صحافي ومسؤول استخبارات دولي سابق، ففيه رائحة فضيحة العصر:
يسأل الصحافي الذي يملك بعض المعلومات، مسؤولا سابقا كبيرا بجهاز الاستخبارات العالمي: ” لو ابتعدنا قليلا عن شبح كورونا الذي يشلُّ ادمغتنا عن العمل، هل يُمكن التفكير باحتمالات أخرى، أي أن يكون الفيروس نتيجة عمل اجرامي مقصود ؟”
يجيب المسؤول الذي كان مُكلّفا سابقا بملف التجسس على الدولة المعادية:
” نعم، بطبيعة الحال، ان ثمة أمرا مشبوها في ما يحصل، وبسرعة الانتشار، وطبيعته، ولو كنت في مكتبي وما زلت امارس عملي لقدّمت الاحتمالات التالية:
- ان يكون مُختبر في الصين قد أخطأ البحث، فنشر فيروسا قاتلا منذ فترة وتكتّمت عليه الصين على أمل التوصل الى اكتشاف دواء لإعلانه والتستر على ما وقع، ذلك أن الإصابات في الصين سابقة على تاريخ الإعلان، ثم ان الباحث الذي اكتشف الفيروس مات.
- أن تكون الصين تعرّضت لهجوم بعد ان اشتدت منافستها العالمية وعجز منافسوها عن تطويعها بالعقوبات، وبالضغط الداخلي (مثلا تظاهرات هونغ كونغ) واستبعدوا العمل العسكري، فالتسريبات والتصريحات الرسمية من عندها تشي بأن ثمة انزعاجا وقلقا داخليين واضحان.
- أن يكون ما حصل عملا إرهابيا بعد اتهام المتطرفين للصين بقمع مسلمين. ولا تستطيع الصين الحديث عن هذا الأمر لعدم احداث هلع عالمي، وبعد ان نجح الأمر في الصين نشرته الذئاب المنفردة في دول أخرى. فكما تعرفون، ان هؤلاء يطوّرون منذ سنوات تقنياتهم الالكترونية ويبحثون عن دواء يُبيد أكبر عدد من الناس.
- أن يكون في الأمر خطة غير معروفة بعد من أحد المختبرات أو شركات الأدوية العالمية
الصحافي:” لكن اذا أخذنا الاحتمال الأول، أي ان تكون الصين أو أميركا خلف هذا الوباء، فلماذا لم يفتضح الأمر بعد؟ “
المسؤول الاستخباري العالمي: ” في مثل هذه الأمور الدقيقة، قد لا تُكتشف الحقيقة مطلقا، وقد تلجأ الدول الى صفقات كبرى تتفق على ستر الفضيحة مقابل تنازلات كبيرة، ومشكلة الصين وأميركا انهما أكثر دولتين بحاجة الى بعضهما البعض، لأن حربهما ستكون انتحارا ثنائيا عسكريا واقتصاديا، لا يستطيع أي منهما خسارتها، هل تعلم أن الصين تملك معظم الاحتياطي العالمي بالدولار الأميركي مثلا ، وكذلك يُمكن التفكير بأن المتضرّر من نشر الفايروس ينتظر لجمع أكبر قدر من المعلومات ” .
الصحافي ” لكن يا سيدي، غريب هذا الهدوء وعدم الهلع عند الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، صحيح ان طباعهما هي هكذا فالأول مغرور والثاني ذو طبيعة استخبارية باردة، ولكن ما السبب؟ “
المسؤول الدولي السابق (يضحك):” خلافا لما يعتقده كثيرون عن صراع كبير أميركي روسي وهو موجود فعلا بين موسكو والدولة الاميركية العميقة، الا ان علاقة ترامب وبوتين هي من أفضل العلاقات التي عرفها رؤوساء البلدين منذ عقود طويلة، هما متفاهمان على الكثير من الأمور لكن ثمة أجهزة ولوبيات أميركية سعت وما تزال تسعى لمنع تقاربهما، وأعتقد ان ترامب وبوتين يعرفان أن كل هذا الهلع العالمي حول كورونا سينتهي قريبا “
الصحافي:” لكن ترامب صافح مسؤولين مصابين بكورونا، فكيف نجا؟”
المسؤول الاستخباراتي:” هذا سؤال مهم وعميق جدا، وهو يفترض أن الرئيس عنده Antidote أي المضاد المُنقذ، أو ان الحظ حالفه. لكن المُضاد معروف في حروب العالم، انظر مثلا الى ما حصل قبل سنوات في الأردن، حين غضب الملك الراحل حسين غضبا شديدا من تسميم إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وهدّد بقطع العلاقات، ارسل له الموساد الإسرائيلي المُضاد للسم القاتل، فتم شفاء مشعل، هل تذكر ذلك ؟”
الصحافي: ” نعم اذكره، لكن هل يعقل ان يكون مسؤول كبير عنده المضاد ولا يفتضح الأمر؟ “
المسؤول (يضحك) :” لا أدري، عليك توجيه السؤال اليه، لكن الأمثلة كثيرة في العالم . وهناك مسؤولون كثيرون ماتوا بالسم، فهل تعلم ان ستالين مثلا قتله طبيبه في احدى دول البلطيق؟ وهل تعرف كيف مات ياسر عرفات، وربما عبد الناصر وبومدين؟؟ وهل تُصدّق أن باسل الأسد قُتل بحادث سير عادي رغم انه قُتل فعلا في السيارة التي كان يقودها، هل يُمكن أن يقتل قبل فترة قصيرة من وصوله الحتمي الى الرئاسة؟”
الصحافي:” بومدين؟”
المسؤول :” لا تعرفه ربما فانت صغير السن، لكنه الرئيس الجزائري السابق والأبرز في تاريخ البلاد”.
الصحافي: ” لا لم اهتم بالدول العربية كثيرا، لكن لنعد الى أسئلتنا لو سمحت، هل تميل نحو المؤامرة في فيروس كورونا ؟”
المسؤول الاستخباراتي: ” انا تعوّدت أن لا أكون ساذجا، وان أفكّر بكل الاحتمالات وأضع المسؤولين أمام خيارات مختلفة، يُمكن أن نفكر بهذه الاحتمالات الآن، وقد لفتني، ان ايران مثلا ثم إيطاليا وهما ابرز حليفين للصين (الاولى على مستوى المنطقة والثانية على مستوى أوروبا، وكذلك قطر المتحالفة عضويا مع ايران أصيبت بهذا الفيروس قبل غيرها “
الصحافي:” لكن الفيروس يفتك بكل دول العالم، ولا نستطيع القول ان ثمة دولة ناجية كي نتهمها، اليس من السذاجة التفكير دائما بعقل مؤامراتي “
المسؤول الاستخباراتي (مبتسما بخبث):” هذه من شروط اللعبة الدولية، فكيف تُبعد الشبهة عن نفسك لو أصيب العالم كله وانت شُفيت، وهل تعتقد انه أمام التنافس العالمي الشرس على كل شيء اليوم، ستتردد أي دولة في استخدام كل ما تملك لتحطيم الخصم او ترويضه؟
الصحافي:” لكنك لا تستبعد أن يكون الفيروس جاء فعلا من الخفافيش”
المسؤول: ” لا استبعد، لكنه بالنسبة لي كرجل استخبارات واعرف كيف تتحارب الدول في ذروة الغزو الصيني للغرب بالجيلين الخامس والسادس من الهواتف والاتصالات وغيرها، أعتقد أنه أضعف الاحتمالات “
الصحافي:” سؤال أخير، هل سيكون كورونا فضيحة العصر ويُكتشف أمره؟”
المسؤول الاستخباراتي:” ربما نعم، وربما لا، ففي مثل هذه الحروب، قد يكون من الصعب العثور على المُتسبّب، وكيفية حصوله، لكن العالم بعد الفيروس لن يكون كما قبله، سترى، وكل ما اعرفه انه قريبا جدا سيظهر الدواء، وسيتنافس العالم على بيعه، فدول عديدة سوف تكتشفه لتظهر بأنها منقذة العالم، ثم هل تعتقد ان قطع التواصل بين دول العالم والهبوط المريب لاسعار النفط جاء بالصدفة؟؟ فكّر، لا تجعل أي احتمال يضيع منك، العالم يتكالب على التنافس ولن يتردد المتنافسون أمام اي شيء، نحن أمام احتمال فضيحة عصر قد لا تُفتضح “