يعتبر العنف احد اكثر الأدوات سوءاً حول العالم وأكثرها بشاعة، ويصنف في افضل الأحوال ممارسة وحشية تهدف الى تحقيق مآرب غير مشروعة او غير مقنعة للطرف الآخر، وقد افردت التعاليم السماوية والأعراف الاجتماعية والقوانين الوضعية الكثير من التوجيهات للحد من هذه الظاهرة اللا إنسانية.

فيما تعتبر المرأة من ابرز ابرز الشرائح الإنسانية تعرضاً للعنف على مر التاريخ، وحتى يومنا هذا مع الأسف الشديد، اذ تعد المرأة احدى الحلقات الإنسانية الأكثر ضعفا نظراً لتكوينها الفسلجي وفطرتها الإنسانية المائلة الى اللطف والرقة.

اذ تواجه النساء أسوة بالأطفال أيضاً، في مناطق الحرب والاقتتال الجانب الأكثر بشاعة وألماً، وتصنف بأكبر الضحايا تضرراً، وهو تصنيف ينسحب أيضاً عليها في مناطق السلم والاستقرار الاجتماعي.

فعلى الرغم من مساعي الإنسانية في الحد من تعرض النساء للعنف في مناطق الحرب والسلم على حد سواء، لا تزال المؤشرات تظهر ان معدلات العنف الموجه ضد المرأة لا تزال مرتفعة، فيما بات اشكاله هذا العنف يتخذ اوجهاً اكثر بشاعة.

فالاعتداء الجسدي والاستغلال الجنسي والمتاجرة بالاعضاء وسواها من الاعمال القبيحة التي يرتكبها ضعاف النفوس تمثل تحدياً امام المجتمع الدولي كافة، فيما تسهم غياب القوانين الرادعة او الوسائل المانعة في تنامي هذه الظاهرة البائسة.

واكثر ما يؤلم حقاً لجوء بعض الأنظمة السياسية الاستبدادية للعنف كوسيلة في التعامل مع النساء، خصوصاً الناشطات في مجال حقوق الانسان والصحفيات، خصوصاً في مناطق الشرق الأوسط التي تعاني اضطرابات سياسية وعمليات حربية وصراعات مسلحة.

ان منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) تضم صوتها في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة الى جميع الأصوات والجهود الإنسانية النبيلة الساعية للحد من هذه الظاهرة، داعية جميع الجهات المساهمة في الكشف عن اعمال العنف الموجة ضد النساء والعمل على ان تطال العدالة جميع من يرتكب تلك الجرائم.

والله ولي التوفيق والسداد