كتب الكاتب الاسرائيلي المتخصص في شؤون المخابرات الاسرائيلية والامريكية (ران اديليست) مقالاً تحليلياً دقيقاً في صحيفة (معاريف) الاسرائيلية جاء فيها: ان المذكرة الأمنية التي يمكن ان توفر نجاح أو فشل اتفاق (واي ريفر) لم تتحقق إلا بعد زيارة قام بها رئيس قسم الشاباك (الامن الاسرائليي) ومسؤول قسم الأبحاث في المخابرات العسكرية الاسرائيلية الى واشنطن للاجتماع مطولاً برئيس وكالة (سي آي ايه) جورج تينت. فقد عرض الجنرال ايالون رئيس الشاباك وعاموس غليعا رئيس ابحاث المخابرات العسكرية الاسرائيلية امام تينيت صورة الوضع الامني بثغراته وتقييماته ومدى القوة الفلسطينية على تنفيذ الالتزامات بهذا الشأن.

وطلب الاثنان تأكيدات من (سي آي ايه) بان الفلسطينين سيلتزمون بما يتفق عليه. فأوكل تينيت مهمة مراقبة وادارة الرقابة والتنسيق مع اجهزة أمن الحكم الذاتي لرئيس محطة (سي آي ايه) في اسرائيل. وبعد 48 ساعة تمت موافقة رئيس الحكومة على هذا الاتفاق بين الامريكيين والاسرائليين، لكن قبل شهرين من هذا اليوم كان تينيت قام بزيارة الى اسرائيل، وهي الرابعة خلال 1998 واجتمع برئيس الموساد، ثم برئيس الورزاء نتنياهو، ثم بوزير الدفاع، وبعد ذلك برئيس الأركان شاؤول موفاز بحضور رئيس جهاز الشاباك، ورئيس قسم التخطيط في الاركان.

وفي تلك الاجتماعات اعدت المسودة التي وافق عليها ايالون وغيلعاد حتى اجتمعا بتينيت في واشنطن. وبعد ذلك اجريت سراً تجربة على الخطة الامنية حسب مذكرة (واي) باشتراك قادة الأمن في الحكم الذاتي ونقلت النتائج الايجابية الى رئيس ال (سي آي ايه) في تل ابيب الذي نقلها بدوره الى تينيت ورئيس مجلس الامن القومي الامريكي ومن ثم نقلت الى كلنتون، وبعد ذلك فقط وافق الاسرائيليون في قمة واي ريفر على المذكرة الامنية.