عندما يكون الإرهاب مدعوماً بأموال النفط، ويتجاوز عدد القتلى في سوريا وحدها ٣٢٠٠٠٠ والمشردين عددهم يلامس الملايين، سيكون العدو صديقاً، وربما يعتلي كرسي المدافع في اقرب وقت، بعد ان تم التوقيع على التعاون الأمني بين أعداء الماضي (!)
وعندما يتقاتل المسلمون في اليمن وليبيا والعراق والبحرين وسوريا و…، ولأجل مصالح سياسية بحتة، ويحاول الجميع كسر عظم الآخر، خلافاً لما دعى اليه الإسلام ورسوله الكريم في قوله صلى الله عليه وآله: من ترك المراء وإن كان محقاً ضمنت له الجنة، تكون النتائج: ادفع لي الاموال الطائلة لأحميك من اخيك المسلم (!)
وعندما يقتل الإرهابي (داعش أو غيره) المسلم السني في الموصل مثلاً، لم تجد من يعترض، ولا من يدعم السني المظلوم، ولكن عندما يدخل الحشد الشعبي، الخليط من جميع المكونات العراقية، في المنطقة نفسها، تقوم القيامة وتقعد لأن الحشد تأسس بفتوى شيعية(!)
اين الخلل؟
الموضوع ذكرني بقصة رواها الإمام الشيرازي الراحل، قال: جاء سفير بريطانيا في الكويت (قبل الحرب العراقية الايرانية بعشرين عام تقريباً) الى أحد أكبر تجار الشيعة في الكويت، وكانت بينهما مودة وصداقة عمل، وسأله: هل ممكن الشيعي يقتل شيعياً؟
وكان جواب التاجر الكويتي: مستحيل(!)
وقد رأينا بأُم اعيننا في الحرب العراقية الايرانية وخلال أعوام ثمان، رأينا العراقي الشيعي واجه الايراني الشيعي وتقاتلا، وكانت النتيجة أكثر من مليونين قتيل وجريح.
لم نبحث عن المقصر، انما نناقش المشكلة، المسلمون يتقاتلون فيما بينهم، دماء تراق، أعراض تهتك، مدن تنهدم، و…، وثروات تهدر، والعدو متفرج، واحيانا تجد الكثير من الدواعش هم من اسرائيل، هوية و دعماً، ولا أقول (اليهود تفادياً من الاتهامات) ومؤتمر القمة العربية تكرر دعوتها التطبيع مع اسرائيل في مقابل الأرض. اللهم تفضل علينا بالعقل السليم والفطنة. آمين.