(وصلني عبر الواتس اب المقال، قيل انه للكاتب القدير  محمد حسنين هيكل، وبما انني لم اعثر عليه عبر النت على الاقل، فاني لا انسبه للكاتب ولكن احترم حقه في التأليف)

المقال:

  حينما قرراﻹنجليز منح احدى الدول العربية استقلالها  وبدأت مرحلة سحب قواتهم .. كان أحد مساعدي المندوب السامى جالساً على كرسيه خارج مكتبه فخطرت له فكرة  فنهض من الكرسي وسحب برنيطته (قبعته) من رأسه ووضعها فوق أعلى نافذة من نوافذ القصر ثم عاد وجلس على الكرسي و نادى مجموعة من الموظفين والعمال العرب المتواجدين داخل السراي وقال لهم( هناك جائزة فوق البرنيطة او الطاقية في أعلى النافذة والجائزة لمن يستطيع الوصول اليها، تدافع الموظفين و العمال  وكل واحد منهم يطمع في الفوز بالجائزة..

كان التنافس بينهم محتدماً.. والرجل اﻹنجليزي يراقبهم،.. وقد لاحظ أنه كلما صعد او اقترب واحد منهم من البرنيطة (الكاب) امسك البقية برجليه وسحبوه إلى اسفل ومنعوه من الوصول للهدف…

تكرر المشهد طوال مايزيد عن الساعة، بعدها اوقفهم الرجل اﻹنجليزي منهياً تنافسهم.. ثم صعد وتناول البرنيطة (الكاب) بعصاته… ثم التفت اليهم قائلا: “أنظروا ليس هناك جائزة وإنما هو إختبار لكم وللاسف فشلتم فيه”.

ودعوني أقول لكم نحن سنذهب ولكنكم لن تنجحوا في إدارة بلدكم والدليل فشلكم في هذا اﻹختبار البسيط..

اتعرفون لماذا؟؟!! ﻷنكم تتعاونون على التعطيل والتعجيز  ولاتتعاونون على النجاح والتنجيز.. لو كان هذا اﻹختبار لنا نحن الانجليز كنا جلسنا اولاً واتفقنا على اختيار واحد منا يصعد ويصل الى الهدف. ثم نتعاون جميعاً في مساعدته حتى يصل البرنيطة (الكاب) ويستلم الجائزة وينزل ليوزعها بيننا بالتساوي)….

نعم ومع الأسف هذه حقيقة تلخص واقعنا بمنتهى الدقة. الواقع فى كثير من دولنا يكشف صدق كلمات ذلك اﻹداري البريطاني.. إذ وبعد سنوات طويلة من الاستقلال لا زلنا نجيد تعطيل بعضنا البعض وتعطيل تنمية وتطور الوطن

نحن جيدين كأفراد ولكننا كشعب وحكومة لم نتعلم كيف نتعاون من اجل تحقيق النجاح، وتنمية الوطن.

إن اختبار الرجل البريطاني بمقر المندوب السامى قبل اﻹستقلال ما زال يلازمنا، طوال هذه الحقب منذ اﻹستقلال وحتي هذه اللحظة.

يجب ان نتعلم من اخطائنا..  علينا ان نتعلم كيف نتعاون جميعا لإعادة بناء الوطن،على اسس علمية صلبة …