الثورة العباسية

الثورة العباسية التي قامت ضد حكم الأمويين هي الأكثر تنظيمًا في تاريخ الدولة الإسلامية. وللقيام بها قام العباسيون بمجازر رهيبة لم يعرفها العرب عبر تاريخهم راح ضحيتها طبقًا لأقل الروايات 600 ألف مسلم بينما الرواية الأصح تقول أنه تم قتل أكثر من مليون مسلم في هذه الثورة التي قادها أبو مسلم الخراساني.

غالبية هؤلاء الذين تم قتلهم لم يكن لهم ذنب إلا أنهم عرب حتى يمكن اعتبار هذه المجازر بمثابة أول مجزرة عرقية في التاريخ الإسلامي.

قام أبو مسلم الخراساني خلال حروبه ومعاركه لتكوين الدولة العباسية بعمليات قتل واسعة حتى قارنه البعض بالحجاج بن يوسف الثقفي. الخراساني لم يكن يقتل بعد التثبت بل كان يقتل بمجرد الظن والشك حتى أجرى مذهب القتل فيمن خالف سلطانه.

في بداية عهد العباسيين وخلال فترة حكم الخليفة العباسي الأول أبي العباس السفاح قامت ثورات عديدة من قبل بعض الأمويين. من بين هذه الثورات التي قمعت بالقوة والقتل والتنكيل ثورة أبي الورد في دمشق وقنسرين وحمص. كما عاد أهل دمشق للثورة على الخليفة العباسي عام 754م لكن الجيش العباسي فرقهم وطاردهم.

من بين هذه المجازر كانت مجزرة أهل البادية المؤيدين للأمويين والتي وقعت بالقرب من الرملة.

ثورة الخزر

في عام 799م ثار أهل الخزر بتحريض من الدولة البيزنطية في أعقاب تحالف بينهما وقاموا بالإغارة على أرمينيا من الشمال وعاثوا فيها فسادًا.

الخليفة العباسي هارون الرشيد بعث بحملات على رأسها اثنان من أقوى قادته من أجل تأديب هؤلاء المتمردين والانتقام منهم.

رغم أن الخزر كانوا متمردين وعاثوا فسادًا ويحق للعرب تأديبهم على أفعالهم، لكن الإجراءات التي اتخذها جيش هارون الرشيد كانت بالغة القسوة ومرعبة.

الدولة العثمانية

تحت حكم الدولة العثمانية حدثت العديد من المجازر.

1- مذابح الأرمن

تمت هذه المذابح خلال فترة الحرب العالمية الأولى.

قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بعمليات إبادة لمئات القرى الأرمينية في مناطق شرق تركيا.

السبب وراء هذه الإبادة كانت محاولة تغيير ديموغرافية هذه المناطق لخشية الأتراك من تعاون الأرمن مع الروس والثوار الأرمنيين.

قام الأتراك أيضًا باستخدام الأرمن حمالين في الجيش العثماني ثم قاموا بإعدامهم بعد أن تم إنهاك قواهم البدنية.

اللحظة البارزة في هذه الإبادة كانت في ربيع عام 1915م عندما قام العثمانيون بجمع المئات من أبرز الشخصيات الأرمينية في العاصمة إسطنبول ثم إعدامهم في ساحات المدينة.

حتى بعد سقوط الدولة العثمانية ظلت الإبادة الجماعية للأرمن تحت حكم كمال أتاتورك وذلك حتى عام 1922م.

يقدر عدد ضحايا هذه المجازر من مليون إلى مليون ونصف شخص.

2- مذابح سيفو

شنت القوات العثمانية سلسلة من العمليات الحربية بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية كردية استهدفت الآشوريين والكلدان والسريان في مناطق شرق تركيا وشمال غرب إيران.

قتل في هذه العمليات مئات الآلاف من الآشوريين كما نزح العديد من مناطقهم.

يقدر الباحثون العدد الكلي للضحايا بحوالي 250 – 500 ألف قتيل.

نتيجة عدم وجود كيان سياسي يمثل الآشوريين في المحافل الدولية فإن هذه المجازر لم تحظَ بنفس الاهتمام الدولي الذي نالته مذابح الأرمن.

تسمية هذه المجازر باسم “سيفو” والذي يعني في اللغة الرسيانية “السيف” جاءت رمزًا للطريقة التي تم قتل بها غالبية الآشوريين المسيحيين.

3- مجازر ديار بكر

هي مجموعة من المجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية في ولاية ديار بكر ضد المسيحيين عام 1895م.

في البداية بدأت هذه المجازر باستهداف الأرمن بتحريض من بعض رجال الدولة والدين العثمانيين بحجة أن الأرمن يريدون تفكيك الدولة.

توسعت هذه المجازر لتشمل كل المسيحيين في المنطقة وعلى رأسهم السريان.

مجزرة ديار بكر بدأت من الجامع الرئيسي بالمدينة ثم انتقلت إلى السوق الرئيسي حيث تم قتل المسيحيين، تبعها عمليات سلب ونهب واسعة. في اليوم التالي بدأت عمليات إبادة للمسيحيين عبر الهجوم على بيوتهم بيتًا بيتًا.

وصل عدد القتلى إلى 1000 قتيل بالإضافة إلى 1000 مفقود.

مذبحة القلعة

هي إحدى أبرز المذابح التي مرت في التاريخ المصري.

قام بتنفيذ هذه المذبحة والي مصر محمد علي باشا الذي تم تعيينه من قبل الخليفة العثماني بغرض التخلص من المماليك الذين مثلوا أكبر تهديد لحكم محمد علي.

تمت المذبحة يوم 1 مارس 1811م بعد أن تم إغلاق أبواب القلعة على المماليك وإطلاق الرصاص عليهم.

بهذا الأمر تخلص محمد علي من أبرز تهديد سياسي وعسكري داخلي له واستتب له الأمر في مصر.

تشير بعض المصادر إلى أن عدد القتلى في هذه المذبحة وصل إلى 500 قتيل تقريبًا.