بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) صدق الله العلي العظيم

الحمد لله الذي أحاط علمه كل شيء بقدرته، واطلع على الغيب بعظمته، وادركت ما تخفي الأنفس وما تبدي بصيرته، وتجلى للناس بعظمته.

الحمد الله الذي أتاح لعباده سبل تدبير شؤونهم، واباح لهم تنظيم مسارهم، وميزهم على الكثير من خلقه بعقلانيتهم، ووضع العدل والأمانة معياراً لرضاه وخيرهم، واضدادهما لسخطه وخسرانهم.

اما بعد.. ارتقى الإنسان بعلومه وتميز بتطوره عبر الكثير من الوسائل المادية للوصول إلى مراحل الأمن والرفاهية والازدهار، مسخراً في سبيل ذلك كل ما اخترعته الضرورة والحاجة، حتى بات على قدر كبير من التقدم العلمي، حتى باتت البشرية تتفاخر بما أنجزته من شتى العلوم والوسائل والأدوات.

والصحافة العالمية التي يحتفل المجتمع الدولي بيومها العالمي الذي أقر في الثالث من أيار/ مايو من كل عام، باتت من أبرز وأهم إبداعات الفكر الإنساني واختراعاته، بعد أن طوى خلال قرون خلت مسيرة تكللت بتطور هذا العلم الخطير والحيوي على صعيد الإنسانية جمعاء.

إذ باتت الصحافة محركاً وموثراً في طبيعة النتاج البشري ومخاضه المستمر، وأمست وسيلة أساسية للعلم والمعرفة والتبادل الثقافي والمعرفي بين المجتمعات.

وقد سما هذا العلم رقياً وعلواً ليصنف كرسالة إنسانية كرسالة الطب تهدف دون شك إلى خدمة البشرية وتجنيبهم الشعوب ما يلوح من ضرر، دق حجمه أو تعاظم شأنه.

فالف تحية إجلال وتقدير تطلقها منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) في هذه المناسبة لرجال ونساء الصحافة الحرة النزيهة، ممن جعلوا نصب أعينهم النزاهة والحياد والشفافية خلال أعمالهم، ولم تدنسهم اغراءات المناصب الرفيعة أو الأموال الوفيرة، فلم يجانبوا الباطل أو الزور والبهتان، فتحية المخلصين المؤمنين بعقيدة هذه المهنة النبيلة، سيّما من ساهمت أعمالهم في رفع حيف أو كشف زيف أو مناصرة مظلوم، وفقهم البارئ لرضوانه وتوفيقه.

وتطالب المنظمة من خلال رسالتها لهذه المناسبة كافة الحكومات إلى إطلاق المعتقلين على ذمة قضايا النشر والإعلام، والعمل على توفير البيئة المناسبة لعملهم، فضلاً عن توفير الدعم المادي والمعنوي المفترض، فبلا صحافة حرة ومستقلة لا ترتقي الشعوب بديمقراطياتها وسلمها وأمنها، ولن يكون للمظلوم عونا لنصرته.

والله ولي التوفيق