اعدت شبكة الجزيرة المرئية برنامجاً مفيداً حول مستقبل اللوبي الاسلامي في بريطانيا و نظراً لاهميته اعتمدنا نشره:

ماهر عبد الله: أعزائي المشاهدين، أهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (لقاء اليوم).
زار الدوحة قبل أيام اللورد (نظير أحمد) وهو أول لورد ذكر يدخل مجلس اللوردات البريطاني الذي يُعتبر السلطة التشريعية الأعلى والسلطة القانونية الأعلى في المملكة المتحدة، وتنويه على “ذكر” لأنه عُيِّن في نفس الوقت مع سيدة مسلمة أخرى أصبحت مثله عضواً في هذا المجلس.
لورد أحمد أهلاً وسهلاً بك في قناة (الجزيرة).
نظير أحمد: Thank you.

عضويته في مجلس اللوردات البريطانية

ماهر عبد الله: دعني أبدأ بسؤال غريب هل أنت مسلم ملتزم أم مسلم بالصدفة؟
نظير أحمد: لا أدري ما هو تعريف المسلم الملتزم والمسلم بالصدفة لكي أقول لك: الحمد لله، أنا مسلم وقد ولدت في بيت مسلم، ولكن دعني أقول لك: كان حال مجلس اللوردات أنه لم تكن توجد فيه نسخة من المصحف، فقد حصل أنني حينما دخلته لأول مرة دخلته وبيدي نسخة من القرآن الكريم، وكان جوابي عن أول سؤال وُجه إليَّ عما أحتاجه في مقر عملي الجديد قلت مصلى، وكانت المرة الأولى.
ماهر عبد الله: أول مرة؟
نظير أحمد: نعم.. كانت المرة الأولى، وقد أخبرني ضابط المراسم أن القانون البريطاني لا يسمح لك بأداء القسم على المصحف الشريف فإما أن تحلف على العهد القديم أو على العهد الجديد من الكتاب المقدس، وعندما ذهبت لمقابلة كاتب البرلمان قال لي: أيها اللورد أحمد خذ نسخة من المصحف وأقسم عليها، لأنه لا أحد يستطيع أن يقول لك: ماذا فعلت لأننا لا نملك دستوراً بذلك، وهكذا خالفت القانون، ولم يقل لي أحد شيئاً وأصبحت مخالفتي قانوناً وأمراً شرعياً في البرلمان البريطاني.
ماهر عبد الله: يقول البعض أن أمثالك –أنتم الثلاثة في مجلس اللوردات- جاؤوا في وقت متأخر، خاصة وأنك من حزب العمال الذي فاز بالانتخابات وهو يريد إغلاق مجلس اللوردات هذه هي مجرد إشارة رمزية تقول للمسلمين الذين بدؤوا يصحون على دورهم في السياسة البريطانية نعم سنعطيكم هذا.
نظير أحمد: Ok. دعني أقول لك شيئاً إنني في حزب العمال منذ 25 عاماً ولم يكن انضمامي لمجلس اللوردات مجرد صدفة، بل كان بفضل الله والأمر الآخر هو أن المحافظين بقوا في السلطة لثمانية عشر عاماً ولم يكن هناك أي تمثيل للمسلمين في مجلسي العموم أو اللوردات، وأول مسلم يدخل المجلس كان (محمد سروار) الذي انتُخب لمجلس العموم من حزب العمال.
ماهر عبد الله: لا أريد أن أدخل في المسألة الحزبية، نحن نتحدث عن جمهور عربي.
نظير أحمد: النقطة التي أحاول إيصالها هي أن هناك ثلاثة أعضاء لمدى الحياة في مجلس اللوردات لا تورث عضويتهم لأبنائهم وأن المرحلة الأولى من إصلاحات مجلس اللوردات قد انتهت وأنا أراهنك على أننا سنبقى حتى بعد المرحلة الثانية.
ماهر عبد الله: العملية كلها على هامش السياسية البريطانية، أليس كذلك؟
نظير أحمد: لا، والسبب هو أن هناك فرصاً عديدة متاحة لمن يريد أن يُنتخب، وعليك أن تتذكر أننا حديثو عهد جداً في المجتمع البريطاني، ولدينا تمثيل برلماني في المملكة المتحدة أكبر مما هو عليه الحال في أميركا أو في أي بلد من البلدان الغربية، وليس هناك نواب سوى واحداً أو اثنين في النرويج أو ألمانيا –على ما أعتقد- وهم لا يقفون أبداً في مجالسهم النيابية ليقولوا نحن فخورون بكوننا مسلمين، وهذا نص من القرآن نستند إليه.
أنا أفعل ذلك في خطبي، أمام المجلس، التي تحوي استشهادات بآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول، والسبب الذي يجعلني أفعل ذلك هو أن قيم الإسلام في حياة الأسرة، وقيمه التي تدعو إلى السلام والاستقرار، وقيامه في العديد من الأمور الأخرى هي بالنسبة لي أعظم من أي قيم أخرى يمكن أن يقدمها مجتمع من المجتمعات، وصحيح إذا ما استشهدت بالقرآن والحديث فهذا يعني أنني أقول: هذا أنا وهذا ديني، وهذه فلسفتي، وأنا بريطاني وأقول هذا الكلام من هذا المنبر.

دوره كلورد في خدمة الجاليات المسلمة في بريطاني

اماهر عبد الله: ماذا يعني وجودك هناك للجاليات المسلمة؟
نظير أحمد: عندما تكون هناك قضايا كحملة الحج التي قدتها نيابة عن الحكومة البريطانية كانت المرة الأولى التي قمنا فيها برعاية وتلبية حاجات 25 ألف مسلم في مكة وفي هذا دلالة رمزية لا تُخفى، ولكن هناك أموراً أخرى أكثر أهمية مثل حياة الشباب المسلم أولئك الذين يتورطون في تعاطي المخدرات والدعارة والجرائم، وما هو حتى أهم من ذلك، عندما يصل الأمر إلى قضايا مهمة مثل الشيشان وفلسطين وكشمير، ليس هناك شخص آخر ليقف وليدافع، عندما يكون هناك أعضاء في مجلس اللوردات يشنون الهجمات على صدام أو على تركيا أو أي بلد مسلم آخر، ليس هناك من يهبُّ ويقول: هذا ليس صحيحاً، إنكم تشنون هجومكم على أساس إنه مثل عودة الحروب الصليبية من جديد، لكنني أفعله، لأنه يؤلمني رؤية الحقائق وهي تُشوه، وعلى سبيل المثال فبالنسبة للشيشان أثرت قضية دخول الجيش الروسي إلى (جروزني)، والإبادة التي كانت تحدث هناك، وطالبت بأن تثير حكومة صاحبة الجلالة هذه القضية على المستوى الأوروبي والأهم الأمم المتحدة، وعندما كانت جروزني تُدمر، قلتها من على شاشة التلفزة البريطانية والـ B.B.C إن الدم المسلم أرخص من دم الثعالب، فلمنع صيد الثعالب تخرج المظاهرات إلى الشوارع، ولكن عندما (يشار) إلى اقتناص الرجال والنساء والأطفال في شوارع جروزني لا أحد يهتم بذلك.
ماهر عبد الله: دعني أقاطعك عند هذه النقطة. في الشيشان هناك مصالح للبريطانيين للتدخل، تدخل الناتو ثم الولايات المتحدة تدخلت في النهاية وقصفت بلجراد، لكن في القضايا التي لا مصلحة واضحة للبريطانيين فإنه ليس لأمثالك حظاً في النجاح، أنت من أصول كشميرية، أنا أذكر قبل خمسة أو ستة سنوات حضرت محاضرة لـ (دينيس هيلي) أحسن عقل في السياسة البريطانية –كما كان يقال- عندما جاء الحديث عن كشمير كان مُصراً على أن الهند صديق حميم للمملكة المتحدة، وهذا لن يتغير، وكان يقول في مؤتمر للتضامن مع كشمير، ألا تشعر أنك في الحزب الخطأ؟
نظير أحمد: أنا لست بوارد أن أقول شيئاً عن أي عضو من الأحزاب السياسية، ولكن ما عليك تذكره هو أنني في عام 95 كنت ضمن مجموعة ضمت أناساً مثل (كليرشورت) و (جيلارد كوفمان) وشخصيات قوية كانت ضمن التشكيل الذي طرح مشروع القرار الخاص بكشمير ولهذا أقول: إننا في حزب العمال لدينا نهج سياسي فيما يخص قضية كشمير، ولكن هناك مشاكل أخرى –كما تعلم- تتصل بالوضع القائم الآن، وعندما زار (روبن كوك) الهند وباكستان بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلالهما آثار القضية في الهند وباكستان، ولكن للأسف لأنه قوبل باستقبال غير ودي لم يثر القضية علناً، ولكن دعني أثير القضية برمتها من زاوية أخرى لا بأس أن نهاجم الحكومة البريطانية حول موقفها من كشمير، ولكن قل لي: أي حكومة عربية أو إسلامية فعلت أي شيء لقضية كشمير؟ قل أي حكومة عربية أو عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي عملت أي شيء للشيشان من ناحية ممارسة الضغط السياسي أو طرح مشاريع قرارات؟
ماهر عبد الله: هناك فرق، نحن لسنا حراس العالم، البريطانيون لا يزالون ينظرون..
نظير أحمد ]مقاطعاً:[ نحن لا نزعم أننا حراس للعالم، وأعتقد من الخطأ القول إن بريطانيا تلعب دوراً مهماً في العالم، لكنني لا أقول إنني هنا للدفاع عن الدور الذي تلعبه الحكومة البريطانية، لكنني أريد أن أقول: إننا يجب أن نكون منصفين وأن نستند إلى الحقائق، فحيث كان ممكناً لبريطانيا أن تمارس نفوذاً فعلت ذلك وحين لا يكون ممكناً فالهند وباكستان دولتان مستقلتان نعم، أعتقد أنه يجب فرض عقوبات على الهند، لكن العقوبات يجب أن تأتي من بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي أولاً، ومن ثم يتبعها الغرب، يجب أن يكون هناك ضغط سياسي على الهند أكثر مما هو عليه الآن، وإذا لم نفعله نحن المسلمون فلماذا يجب أن تفعله بريطانيا؟ نحن لسنا الأمم المتحدة، ولا نملك السيطرة التي ربما كنا نملكها قبل نحو قرنين.
ماهر عبد الله: أليس كلامك هذا مجرد شعور بالامتنان بشكل أو بآخر للبريطانيين، أنت تدافع عن موقفهم، أحد النظريات تقول أن هؤلاء الثلاثة.. أنتم وُضعتم هناك، تمت ترقيتكم –كما استخدمت أنت هذا المثل- كطريقة لإبداء الشكر لكم، لمن انخرطوا وذابوا في النظام، لقد تشرَّبوا القيم البريطانية، وبطريقة أخرى تخلوا عن أية منظومة قيمية أخرى.
نظير أحمد: دعني أقول لك أنه لا أحد أكثر مني انتقاداً لحكومتنا، ومنذ اليوم الأول الذي دخلت فيه مجلس اللوردات، كان خطابي الافتتاحي أمام المجلس عن كشميريين مُعتقلين في بريطانيا، وحتى في حينه تحدثت عن الشيشان، وعن فلسطين، وعن كشمير والسودان والعراق، وكلها أشياء لم تدعمني حكومتي فيها. لقد وقفت ضد الحكومة في قضية إلغاء البند 28، وعارضت الحكومة في قضية استخدام الأجنة في الأبحاث العلمية، وعارضت الحكومة في عدد كبير من القضايا، لكن عليَّ أن أكون منصفاً، عندما يكون هناك عدل وعندما يكون هناك تشاور صحيح ومناظرة صحيحة، عليَّ أن أكون موالياً أيضاً، وعندما تبذل الحكومة كل جهدها في الاتجاه الصحيح يجب أن أدعمها أيضاً، فأنا لست في موقفي لمعارضة الحكومة في كل قضية، أين الولاء؟..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: لكنك لا تستطيع، أنت عضو في الحزب الحاكم.
نظير أحمد: النقطة التي أحاول إيصالها هو أنني خالفت الأوامر الحزبية عندما صوَّت ضد الحكومة في قضية الشذوذ الجنسي والبند 28، وأريد أن أقول لك: إن حكومتي لم تكن سعيدة معي أو إنها لم تشاركني أفكاري حول قضايا الشيشان وفلسطين وكشمير، والأهم من ذلك إن أحد المسائل المهمة التي أثرتها في مجلس اللوردات كانت مسألة حماية (سلمان رشدي) لا تقل لي إن الحكومة البريطانية كانت سعيدة بإثارتي لهذه الأسئلة، لكن لدي الحق في أن أفعل ذلك وقد فعلت لأنه مثار اهتمام وقلق لدى دافع الضريبة البريطانية، لما علينا الاستمرار في تأمين حماية لسلمان رشدي، في وقت يعيش هو فيه في الولايات المتحدة، وحتى هذا اليوم، وهو يتمتع بحياته، ونحن دافعي الضرائب البريطانيين نتحمل نفقات ذلك.
ماهر عبد الله: لماذا تعتقد أنهم يدفعون له؟
نظير أحمد: حسناً، الحكومة تنفي أنها تفعل ذلك، لكن ما ظهر من حقائق منذ ذلك الوقت هو أن أجهزة المخابرات البريطانية تتولى الوضع الأمني لسلمان رشدي لذلك لا أدري ما هي حقائق الوضع، ولكن ما أعرفه من حقائق هو أنني أثرت القضية في مجلس اللوردات، وفي الصحافة، وأن علينا أن نسحب يدنا من قضية حمايته، لأننا صرفنا عليه من الأموال أكثر مما ينبغي، إنه يجني الأموال من كونه ناقداً.
ماهر عبد الله: سأخرج عن الموضوع قليلاً، أنت عضو أعلى هيئة في البلد رسمياً على الأقل –وأنت لست متأكداً ما إذا كانت المخابرات الداخلية أو الخارجية تدفع له أو لا تدفع له، ألا يجعل هذا من الديمقراطية البريطانية شبيهة بديمقراطيات العالم الثالث حيث تفعل قوات الأمن كل ما تريد والسياسيون فقط؟
نظير أحمد: عندما أثير سؤالاً كهذا لا أبحث في هوية الجهاز الذي يؤدي مهمة ما، سؤال يوجه إلى وزير الداخلية أو الوزير الذي يرد على أسئلة النواب بالنيابة عن الحكومة فيما يخص القضايا الداخلية، وكان السؤال في حينها عن ذلك اللورد (باسم أوف برايتين) وقد قال في معرض جوابه إن سؤالي يتعلق بسلامة فرد من الأفراد وهو غير ملزم بالإجابة عنه، لكن ما حدث بعد ذلك أنه ظهر من قبل مصادر صحفية أن أجهزة المخابرات البريطانية كانت تُقيِّم القضية، وأنا لا علاقة لي بعمل أي جهاز ومدى يفعل أو لا يفعل، لكن ما يعنيني هو هل أن دافع الضريبة البريطاني يتحمل العبء المالي لحماية سلمان رشدي أما لا، وإذا كانوا يدفعون فيجب ألا يدفعوا، فنحن لسنا مسؤولين عن حماية أي رجل أو امرأة لا يعيشان داخل بريطانيا.

حماية المكتسبات القانونية والسياسية للمسلمين في بريطانيا

ماهر عبد الله: لنعد، لمن اختار أن يكون مسلماً، اللورد أحمد الذي ولد مسلماً واختار أن يكون مسلماً، أخذ القرآن إلى البرلمان، عشتُ في بريطانيا 20 سنة رأيتُ الجاليات المسلمة تنتقل من جميع المساجد والحفاظ على الذات إلى بناء المدارس، هناك كلام كثير هذه الأيام عن الخطوة التالية، كيف نحمي كل هذه المكتسبات بالقانون بالسياسة، كلنا نؤمن أن إنجلترا أو بريطانيا دولة قانون هذه صحيح، ولكن هل نملك ضمانات كافية أنها ستبقى هكذا وكيف ترى مستقبل المنظمات مثل المجلس الإسلامي البريطاني التي تحاول إيجاد ما يشبه اللوبي الإسلامي إذا أردنا استخدام التعبير بتصرف شديد، هل هناك أمل بالانتقال من مجرد الحفاظ على الذات بالمدارس.. بالمساجد إلى السياسة؟
نظير أحمد: من الواضح أننا مررنا بفترة عصيبة، فترة انتقالية عندما جاءت الجالية كطبقة عاملة ثم تحولت إلى طبقة من الحرفيين والعديد من أفرادها تحولوا إلى العمل السياسي، في هذا العام فقط لدينا تسعة رؤساء بلدية، ولدينا مشاكل أيضاً، فهناك أربعة آلاف وستمائة سجين مسلم في السجون البريطانية متورطون بالمخدرات وجرائم صغيرة وما شابه، لكننا نتقدم، وهناك مؤشرات إيجابية جداً على أن المسلمين يلعبون دوراً مهماً في المجتمع البريطاني، نعم الإنجازات متواضعة المستوى ولكن لدينا من حقق منجزات عالية، ومجلس الجالية.. مجلس جالية المسلمين البريطانيين أو أية منظمة أخرى سيكون لها دورها بالتأكيد، لكنني لا أعتقد أننا سنملك منظمة قبل المجلس الأعلى لليهود البريطانيين تمارس السيطرة على جميع المسلمين، وعلى مجلس المسلمين أن يعين بدقة الدور الذي يريد أن يمارسه، وهي منظمة تمر بمرحلة لا تدري فيها حقيقة ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه، وفي الحقيقة إنهم يسارعون إلى أي قضية يرون فيها ظهوراً إعلامياً سريعاً، وكان الغرض من تأسيسهم اكتمال دور المنظمات الأخرى ومساعدتها وقد قاموا بذلك في الأشهر الإثني عشر الماضية، وهناك أمور إيجابية تحدث داخل الجالية المسلمة في بريطانيا، دعني أعطيك مثالاً: العيد..
ماهر عبد الله ]مقاطعاً:[ دعني أقاطعك هنا وأسألك. ذكرت المجلس الإسلامي البريطاني، من الواضح أن لديك وجهة نظر مغايرة ولكن هذا يختصر بطريقة ما وجود الإسلام في الغرب عموماً، وليس فقط في المملكة المتحدة، إنه يحدث في فرنسا في الوقت نفسه، وإلى حد ما في الولايات المتحدة الأميركية، الأمور هناك أحسن لأنهم انتقلوا إلى التخصص الوظيفي، البعض في العلاقات العامة، البعض في الإعلام، والبعض الآخر في الكونجرس، إنها تجربة جديدة في بريطانيا، نحن نتحدث عن سنتين أو ثلاثة، متى سينتهي وسينضج كل ذلك؟ متى سيكون لنا مجلس ممثلين؟ لقد ذكرت مجلس الممثلين اليهود، ما الذي يمنعنا أن يكون لنا مجلس ممثلين؟
نظير أحمد: لا أعتقد أننا حالياً نحتاج إلى امتلاك مجلس على غرار المجلس اليهودي أو المجلس الإسلامي الأميركي، فهناك عدد كبير من الناس يقومون بعمل طيب والحكومة تستشير المسلمين وهناك عدد من المنظمات، ولم يكون بالإمكان امتلاك منظمات تحظى بتأييد بنسبة 100%، الناس بحاجة إلى تحديد أدوارهم بدقة وعليك أن تكون منفتحاً على الجميع قبل البدء بإطلاق مزاعم بأنك تمثل الجميع، وإذا ما دخلت في منافسة مع منظمات أخرى فبالتأكيد ستسقط في المباراة، لكن إذا كنت موجوداً للدفاع عن بعض القضايا، وإذا كان وجودك لمساعدة الآخرين فسوف تحظى بتأييد الآخرين مجلس الجالية المسلمة حقيقة خسر الفرصة، فبدلاً من أن يكون منظمة تساعد الآخرين تحول إلى منظمة تتنافس معه مثل قضية الحجاج البريطانيين وقيادتهم، وقد بادرت بهذه القضية مع الحكومة البريطانية، وبعد إتمام الاتفاق على كل شيء جاء مجلس الجالية المسلمة وطلب أن يترأس حملة الحج.
ماهر عبد الله: دعني أصوغها لك بالشكل التالي: هل اللورد أحمد يستطيع اللعب مع فريق أم أنه لا يلعب إلا وحده، سأعترف لك بأنك الذي كان صاحب المبادرة، ولكن منطق الأشياء يقول بأن المجموعة من حيث هي مجموعة..
نظير أحمد: دعني أقول لك اللورد أحمد لاعب في فريق، لكنه يفضل فريقاً يقبل جميع المسلمين بدلاً من النخبة، نخبة رجال الأعمال المتمركزة في لندن التي قد لا تملك صلة بالجالية الإسلامية كلل عليك أن تقسم الجالية المسلمة حسب تصنيفنا من بين مليونين تقريباً هناك 700 إلى 900 ألف باكستاني وكشميري، ما هو عدد أعضاء المجلس التنفيذي للجالية المسلمة الذين هم من أصل كشميري؟ لا أحد، وما هو عدد الباكستانيين الذين يملكون مراكز مهمة فيها؟ لا بأس في تمثيل المسلمين الأفارقة وأنا من دعاة تقسيم الجالية المسلمة هنا، المسلمون الشرق إفريقيون طيبون، وهم مُنظمون جيداً هنا، لكنهم يريدون الاستئثار بالقيادة، ولن يتسنى لهم ذلك، الناس بحاجة إلى تمثيل صحيح.
ماهر عبد الله: لكن إذا هاجر أحدهم إلى أفريقيا قبل 50 عاماً، هل يوقفه ذلك عن كونه باكستانياً أو هندياً؟
نظير أحمد: ولكن هل هم مهمون لجاليتهم وهل يمثلونها إذا كنت تطلب تمثيلاً إسلامياً في المجتمع البريطاني، لأن هناك مسلمين يعيشون هناك، وإذا لم تملك مسلمين من أبناء الجالية ليمثلوا جاليتهم، يمكنك –بكل سهولة- أن تقول: أن بإمكان نواب البيض المسيحيين أن يمثلوهم وما الحاجة إذن إلى ممثلين مسلمين؟ إنك تحتاج إلى ممثلين من الجالية نفسها، وكما قلت من قبل لست بصدد تقسيم الجالية المسلمة، لكن ما أقوله: إن عليك أن تنصف الجالية وأن نتيح لها تمثيلاً صحيحاً، ويجب على الممثلين أن تكون لهم أهميتهم لا يمكن اختيار الممثلين لمجرد كونهم أطباء وأن يديروا وحدهم الأمور كلها، يجب أن يكون الممثلون أناساً حقيقيين.

الجماعات الإسلامية في بريطانيا واستخدامها للضغط على الدول العربية

ماهر عبد الله: هناك جانب آخر للجالية المسلمة في المملكة المتحدة، قد تكون لك خلافاتك مع المجلس الإسلامي البريطاني، ولكنها خلافات حضارية، حول قضايا تستحق ولكن هناك مجموعات أخرى تسبب الإزعاج للكثيرين، إنهم يتسببون بالكثير من القلق في الدول العربية والإسلامية، هم متطرفون لدرجة أن بعض السياسيين العرب والصحفيين بدؤوا يعتقدون بأنكم كحكومة بريطانية تمولون هؤلاء وتحتضنونهم، لاستخدامهم كأدوات الضغط على بعض الدول الإسلامية، أنا متأكد أنك تعرف المجموعات التي أشير إليها، هل هناك صحة لهذا الاتهام؟
نظير أحمد: بل العكس هو الصحيح، وأقول لك: هذه الجماعات أصدرت بيانات ضدي، وأصدرت فتوى ضدي ذات مرة..
ماهر عبد الله ]مقاطعاً:[ قد يكون هذا للتمويه، لست أنت شخصياً، بل الحكومة البريطانية.
نظير أحمد: دعني أقول لك: إذا كانوا جزءاً من الحكومة البريطانية أو إذا كانوا مُمولين أو مأجورين من قبل الحكومة البريطانية فلن يهاجموا الحكومة كما يفعلون. في الحقيقة كان هناك مؤخراً منشور وزعه -وأنا لا أمانع بالإفصاح عن أسمائهم- وزعه حزب المهاجرون في مدينة (لستر) قالوا فيه: إنني أؤمن بـ (توني بلير) كرب، ولا أعبد الله –أستغفر الله- والكثير من الهراء والأقاويل التافهة الأخرى، واتهامي بأنني مخبر أعمل لحساب الشرطة، وأشياء أخرى، إن هؤلاء الناس يعملون على إثارة الكراهية وإذا تمكنوا من إثارة الكراهية أو حتى قدر من الخوف يكونون قد أنجزوا مهمتهم، وأنا شخصياً تعرضت للضرب من قبل هؤلاء فكيف يمكنك القول من جانب أن الحكومة البريطانية تستخدمني لإظهاري بأنني جزء من النظام، وفي نفس الوقت تستخدم أيضاً من يعمل لحسابها أيضاً للاعتداء عليَّ بالضرب.
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: ليس لضرب اللورد أحمد هنا في لندن، ولكن ليتسببوا فيما يتسببون به في أكثر من بلد عربي، وحقيقة أنهم يهاجمون الحكومة البريطانية ليس عذراً كافياً، لأن من المعروف اليوم أن الولايات المتحدة مولت الكثير من الأحزاب الشيوعية، فكل ما أرادوه هو الإخلال باستقرار هذا البلد أو ذاك، وإذا كان الحزب الوحيد القادر على هذا هو الحزب الشيوعي فلما لا؟ ألا يمكن أن يكون الأمر على هذه الشاكلة؟ لأن هؤلاء لهم شركاء.
نظير أحمد: سينتابني ذعر شديد وسأصاب بالصدمة لو اكتشفت أن الحكومة البريطانية مولت مجموعات كهؤلاء، ولكن ينبغي عليَّ أن أقول: إنني لا أعرف من يمولهم، ولكن من الواضح أن لديهم أموالاً ويقومون بمهاجمة بعض الدول الشرق أوسطية، ولكنهم لا يهاجمونهم فعلاً، أنا هوجمت كلامياً وجسمانياً، فلا داعي لخوف الحكومات العربية بمثل خوفي، لكن بغض النظر عما يقومون به أعتقد أن الضرر الذي يُلحقونه بالإسلام، وأحياناً أعتقد أنهم يلحقون بالإسلام ضرراً أكبر من الضرر الذي يُلحقه به غير المسلمين، وفي الحقيقة أمور كالتي ظهرت في المقال الذي تحدث عن شباب يُفترض أنهم دُرِّبوا في برمنغهام ليقوموا بأعمال إرهابية في كشمير وهو ليس أكثر من هراء لأنني بحثت في القضية، ولم أعثر على أي دليل على تدريب أي فتى من برمنغهام ليذهب للجهاد في كشمير، وما حدث هو أن أحد هؤلاء القادة الأدعياء، الذين أسميهم قادة استئجار المحاكم، قال: إنهم يستخدمون ألف مسجد لتدريب الشباب، والحقيقة معظم المساجد منعت هؤلاء من دخولها أصلاً، ويزعمون أنهم يدربون الشباب ويرسلونهم إلى الجهاد، وقد جاءني فتى مرة وقال: لورد أحمد.. لماذا لا تتحدث عن الجهاد؟
فأجبته أنا أفعل ذلك، ولكن في الأماكن المناسبة، وعندما يتعلق الأمر بالشيشان وكشمير وفلسطين، والناس الذين يعيشون هناك لهم الحق في الجهاد لمقاتلة من يضطهدهم، ولكن ليس ذلك من حقه، ولكن إذا أردت أن تذهب، فسأعطيك المال واذهب واتركني لشأني، لا تأت إلى الشباب في مجتمع لتحرضهم لأن هذا تحريض على الكراهية الدينية إن هذا لا يؤدي إلا إلى البلبلة بين أبناء الجالية، ولا يجوز أن تُلقي المواعظ على أبناء الآخرين بأن عليهم أن يفعلوا هذا أو لا يفعلوه، وكما قال زميلي “يوسف إسلام” لأحد هؤلاء: سأعطيك تذكرة ذهاب فقط إلى الشيشان واذهب وقاتل الروس هناك