انطلقت  «قافلة الحقيقة» التي نظمتها الجمعية والمنظمة المغربيتان لحقوق الإنسان ومنتدى الحقيقة والإنصاف. وتوجهت القافلة إلى بلدة قلعة مكونة في محافظة ورزازات (جنوب المغرب) في مسيرة انتهت الى أمام معتقل سري قضى به عدد من سجناء الرأي سنوات من الاعتقال.
وفي الخبر ان حوالي 200 من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية والإعلامية شاركت في هذه المسيرة .

يذكر: أن ما لا يقل عن 57 شخصا لقوا حتفهم في هذا المعتقل، ويعتقد أن يكون بينهم معتقل فلسطيني اسمه أبو فادي، الذي لم يظهر له أثر منذ ذلك الوقت.
ويرجع تاريخ بناء المعتقل إلى العقد الثالث من القرن العشرين، حين قامت سلطات الحماية الفرنسية بإقامة ثكنة عسكرية فوق تلة مطلة على المركز الحضري (بلدة) قلعة مكونة، الذي كان حديث التأسيس. لذلك أطلق عليها السكان الأمازيغيون تسمية «القشلا تاماجكالت» (الثكنة العليا). وبعد حصول المغرب على استقلاله عام 1956، تحولت إلى بناية مهجورة بعض الوقت، قبل أن تشغلها السلطات المحلية لأغراض مختلفة، من بينها تخزين أكياس البذور والأسمدة لتوزيعها على الفلاحين المقيمين على ضفتي وادي مكون وروافده.
وذكرت مصادر محلية لـجريدة «الشرق الأوسط»، أن هذه البناية كانت محددة بالأسوار الداخلية، في حدود نصف مساحتها الحالية، وأنها كانت تتكون من طابق تحت الأرض محاط بغرف متعددة الاستعمالات، إضافة إلى البنايات المقامة على سطح الأرض. كما كانت زواياها الأربع معززة بأبراج للمراقبة.
وظلت البناية عادية لا تثير انتباه أحد، حتى أواخر العقد الثامن من القرن العشرين، حين بادرت السلطات بإقامة الأسوار الخارجية على مساحة أكبر، وأضافت أبراجا جديدة، مع بناية يعتقد أنها ذات طابع إداري. وليس هذا ما أكسب الموقع شهرته، وإنما اشتهر بكونه معتقلا سريا لمعتقلين سياسيين ومختطفين من الذين شملتهم اعتقالات خلال ذلك العقد، ومن بينهم مجموعة «بنو هاشم» التي كانت تتكون من بعض التلاميذ ذوي النزعة اليسارية، ومعتقلون من الاقاليم الصحراوية.
وكان أهل هذه المدينة الصغيرة، مثل زوارها، يعرفون أن البناية المقامة على التلة هي المعتقل السري المعروف بقلعة مكونة. لكن قل من كان يعرف من بداخله. فلم يكن للمعلومات أن تتسرب من ثكنة مقفلة منعزلة عن المدينة. ذلك أن علاقة هذه البناية بالعالم الخارجي كانت تتم في ساعة متأخرة من الليل عبر طائرة هيليكوبتر تحط بين الأسوار القديمة والجديدة، تجلب أو تنقل العاملين في إدارة المعتقل وحراسه والمعتقلين ومواد التموين. وكانت محافظة ورزازات تضم وقتذاك ثلاثة معتقلات سرية. فعلاوة على قلعة مكونة، كان هناك معتقل مماثل في ضواحي قرية أكدز (بين ورزازات وزاكورة)، وهو عبارة عن قصبة عتيقة بين النخيل، تم هدمها بعد ذلك. كما أن عائلة الجنرال محمد أوفقير، وزير الداخلية المغربي الاسبق، كانت معتقلة في قصبة «آيت بن حدو» الشهيرة التي شهدت تصوير عدد من الأفلام العالمية، مثل «لورانس العرب» و«الياقوتة الزرقاء».
وتقول الشرق الاوسط: أن منتدى الحقيقة والإنصاف سبق أن نظم وقفات مماثلة أمام المعتقلات السرية، «درب مولاي الشريف» و«كوربيس» بالدار البيضاء و«دار المقري» بالرباط، وضيعة «مازيلا» في بني ملال (شرق مراكش) و«تازمامارت» في محافظة الرشيدية، إضافة إلى المقبرة الجماعية لضحايا أحداث 1981 بالدار البيضاء.