بسم اللـه الرحمن الرحيم

سماحة آية اللـه العظمى الشيخ محمد محمد طاهر الخاقاني ـ المحترم دام ظله ـ سلام عليكم.

نحن في صحيفة المغترب المسلم نهتم بقضايا المسلمين المغتربين في كل أنحاء العالم، ومن ضمن بـرامجنا في الصحيفة أن نوجه بعض الأسئلة التي تتعلق بالمغتربين إلى السادة العلماء وقادة الفكر لمعرفة آرائهم والاستعانة بعلمهم.

س 1ـ كيف تنظرون إلى الاغتراب هل هو شيء إيجابي أم سلبي؟

ج ـ الاغتراب من حيث هو أمر سلبي وذلك إذا انصهر المغترب تحت مظلة الأفكار الفاسدة أو المجتمعات المتفسخة ويكون بماله إلى الذوبان في الشخصية والرجوع تحت المحاكاة اللاإرادية فإن مثل هذا النوع من الاغتراب سوف يؤدي إلى زيادة عدد المجتمع اللاعقائدي وأما إذا كان الاغتراب فيه حفظ الشخصية الإسلامية وإعطاء الآخرين نموذجاً للسلوك الإسلامي القويم كان الاغتراب أمراً إيجابياً لأن من قصده نشر الدين وإحكامه كما ورد في رواية حماد السفري قلت لأبي عبد اللـه جعفر بن محمد (ع) أني أدخل إلى بلاد الشرك وأن من عندنا يقولون أن مت هناك حشرت معهم قال لي يا حمّاد إذا كنت هناك تذكر أمرنا وتدعو إليه؟ قال قلت نعم قال فإذا كنت في هذه المدن مدن الإسلام تذكر أمرنا وتدعو إليه قلت لا قال (ع) لي أنك إن مت هناك تحشر أمة وحدك ويسعى نورك بين يديك ـ الوسائل ج 16 ص 188 فكان توجه الإمام (ع) إلى أن الاغتراب في بلاد الشرك إذا كان فيه أحياء الأمر يكون أمراً إيجابياً بخلاف ما لو أثر في سلوكه يكون أمراً سلبياً وأما في حال عدم القدرة على إحياء الأمر ولم ينطو تحت مظلة الآخرين فإذا مات يحشر وحده.

ويكون الحل الأساسي في مثل هذا أن يستند إلى البناء على الشخصية في القوة الإرادية من غير إخضاعها تحت العوامل المثيرة.

س2ـ بعد أن حصل التغريب أمر واقعاً ماذا سيكون مستقبل هذه الأطفال حسب رأيكم؟

ج ـ الأول إنشاء مدارس منفصلة عن تلك المجتمعات ويكون ذلك بتشكيل نظام المؤسسات واللجان فإن العمل الفردي في تشكيل مؤسسة بما لا يكون له ديمومة.

الثاني: خلق التوعية الأخلاقية وإعطاءه نظرية الفصل بين الأخلاق الاجتماعية السائدة في ذلك المجتمع وبين الأخلاق التي بنيت على القيم والمثل وإعطاءه النماذج الحية الملموسة ليزداد شوقاً في متابعتها دون النظريات المجردة مثل كيف التحرك لمساعدة الفقير أو ممارسة زيارة المؤسسات الخيرية؟ التي تنعكس في سلوكه التربوي وهكذا من الأمثلة التطبيقية التي يتحسس بها وإشعاره بالمسؤولية بمقدار حجمه وفتح أندية ترفيهية.

س3ـ لماذا التوجه في الهجرة إلى أوروبا وأمريكا خصوصاً ما عدا ذلك قليل وهل هذا في رأيكم تصرف صحيح؟

ج ـ إن المخطط العالمي إنما كان من قصده تذويب السمة العقائدية الشيعية ولا سيما في المجتمع العراقي خاصة وإنما كان ذلك بواسطة تحريض مجلس الأمن التي من ورائها العقول المحركة وأن مثل هذه الدول الأوروبية وأمريكا لديها الطاقة الكاملة في خلق الأجواء المناسبة لضعضعة الفكر الشيعي العقائدي مع فرض الضعف العقائدي لدى المغترب وبذلك يتلاشى ذلك الهيكل الهام للمراحل الأسرية المقبلة.

س4ـ هل ثمة وسائل أساسية يعتمدون عليها لحل مشاكلهم توجهونهم إليها؟

ج ـ نعم أن نوجه رسائل وهي كما يلي:

1ـ تشكيل لجان لضم المجتمعات بعضها مع بعض في عدة أدوار ومناسبات أسرية أو دينية.

2ـ تصنيف أنواع اللقاءات وخلق المحبة والصفاء.

3ـ خلق أدوار ثقافية واجتماعية وأخلاقية مع إثارة المشجعات مثل الجوائز ونحوها.

4ـ عرض بعض الاطروحات الإسلامية التي تؤكد على ربط المجتمع ببعض وعدم الانفكال الأسري مثل صلة الرحم وأن قطيعته تعتبـر من الكبائر وقوله (ص) لا تقطع رحمك وإن قطعك.

س2ـ يحين وقت الصلاة والعامل المسلم في وقت العمل، والعمل هنا عزيز مطلوب، فيجد العامل صعوبة في ترك العمل للصلاة، وربما يتسبب موقف كهذا منه إلى طرده من العمل، فهل يستطيع أداء صلاته قضاء؟ أو عليه أن يأتي بها حتى لو أدى ذلك إلى تركه للعمل المحتاج إليه؟

ج ـ إذا كانت الحاجة إلى الاستمرار في ذلك العمل تبلغ حد الاضطرار، فيصل في الوقت حسبما يمكنه ولو بأن يؤمي للركوع والسجود، ولكن هذا مجرد فرض لا يقع إلا نادراً فيتق اللـه تبارك وتعالى ولا يمارس عملاً يؤدي به إلى الإخلال بما هو عمود دينه وليتذكر قوله تعالى «ومن يتق اللـه يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب».

 س3ـ مؤمن يصوم وهو لا يعلم أن الجناية العمدية تفسد الصوم فماذا يجب عليه؟

ج ـ يجب عليه القضاء ولا كفارة عليه، إذا كان واثقاً من عدم مفسديتها، أو لم يكن ملتفتاً إلى ذلك.

3ـ سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم «دام ظله»

س1ـ في بعض بلاد النروج يتلاشى الليل تماماً من شهر تموز إلى منتصف آب فيكون الوقت كله نهاراً خلال 45 يوماً فما هو حكم الصيام إذا صادف شهر رمضان؟

ج ـ تشكل مشروعيته أداءاً لو صادف شهر رمضان في الزمن المذكور، سواء لم تغب لا شمس أصلاً أم غابت ولم يتحقق بغيبوبتها ظلام يبدأ من بعده الفجر، بل اختلط الشفق بضياء الفجر من دون تمييز بينهما وحينئذ يتعين القضاء في الفصول التي يتميز فيها الليل عن النهار ويبدأ فيها الفجر بعد اشتداد الظلام. هذا وفي مثل هذه البلاد كما تمر فترة يتلاشى فيها الليل، وكذلك تر فترة تقابلها من السنة يتلاشى فيها النهار بغيبوبة الشمس في تمام دورة الأرض فالصوم هنا لا يشرع أداؤه بل يتعين قضاؤه في الوقت المتقدم من فصول السنة

س2ـ هل يجوز بيع سمك الجري ولحم الأرنب ونحوه للمسلمين المستحلين لها؟

ج ـ لا يجوز ذلك، نعم لو وقع البيع حل أخذ الثمن بقاعدة الإلزام.

س3ـ ما هي الفترة التي تكون فيها حق الحضانة للأم ومتى ينتقل إلى الأب؟

ج ـ الأم أحق بالولد ـ الذكر والأنثى ـ مادام ترضعه فإذا فطم فالأب أحق به، لكن ليس معنى ذلك استحقاق كل منهما حبسه عن الآخر، بل للأب في دور الرضاع الإشراف على الولد وراء الأم، وعليه بعد الفطام إبقاء التواصل بين الولد وأمه وإشباعاً لحاجته لحنان الأمومة على ما تقتضيه مصلحة الولد حسبما يشخصه الأب السؤول عن رعاية بمقتضى ولايته. وليس الولد متاعاً مملوكاً الأبوين بتصرف به حسب إرادته كيف يشاء.