تعد تربية الأطفال من أصعب المهام التي يقوم بها الأهل ولشخصية الأم تأثير مباشر في تأسيس شخصية الطفل. حيث يترك أثره السلبي أو الإيجابي في بناء هذا الطفل فقد تخلق الأم المتسلطة طفلاً ذليلاً خائفاً. وعلى النقيض طفلاً عنيفاً متسلطاً بعكس الأم المتساهلة التي تنتج طفلاً أنانياً مدللاً اتكالياً ويأتي السؤال حائراً ما بين الأم المتسلطة والأم المتساهلة من يكسب المنافسة على مستقبل الطفل؟ لا شك أن الوسطية في تربية الأطفال هي الأفضل. يقول أحد الأطباء «طبيب نفسي»: أن الاعتدال مطلوب فلا تكن الأم متسلطة في كل مرّة بحيث يكون هناك نظام ديكتاتوري في المنزل ولا تكون متساهلة لدرجة كبيرة ومن غير حدود فاصلة فلابد من قدر من الحزم في بعض الأمور وقدر من التساهل في الأمور التي تستدعي التساهل فيها أما وانه كثير من الأمهات تلجأ على أسلوب الضرب في تربية الأطفال. فهذا المبدأ غير صحيح حتماً لأنه يفقد الضرب معناه وتأثيره على الطفل وإذا كان لا بد من الضرب فبما يتناسب مع الخطأ وللتخويف فقط فالتربية تبدأ منذ الصغر، ومع الصبـر والمثابـرة تحقق الأم الكثير من النتائج الإيجابية فلا بد للأم أن تبدأ في تلقين أطفالها السلوك الصحيح وتحدثهم عن كل شيء منذ البداية لأن الأطفال إذا لم يعتادوا طاعة الأوامر منذ الصغر فلا سلطة عليهم عندما يكبـرون وتصبح الأم لا قيمة لها إذا لم تؤسس منذ البداية أسلوباً تربوياً متميزاً بالوسطية لا التساهل المفرط ولا التسلط. وهناك ضرورة أخرى في التربية وهي أنه لا بد للأم من أن تحتضن أطفالها وتبدي لهم الحب دائماً حتى وهي تقول لهم كلمة لا. وللنظام ضرورة بالغة في التربية فيجب على الأم تنظيم أوقات أطفالها. وقت للدراسة وقت للعب وللنوم مع الرعاية المستمرة فإذا انتهجت الأم نمطاً تربوياً معيناً ارتاحت هي والأطفال فغياب القوانين الملزمة داخل وخارج المنزل يؤدي إلى ضياع الأطفال. كذلك التعامل المرحلي للطفل يختلف من مرحلة إلى أخرى فالرسول الكريم (ص) يقول: «اتركه سبع وأدبه سبع وأصحبه سبع» ولا بد من سماع مشاكل الأطفال والتعاطف معهم وتوجيههم بحنان وحزم ومحبة. وبناءً عليه ستكون الأم الوسط هي التي تكسب الرهان على مستقبل الطفل فالتساهل يؤدي إلى نموذج متسلط في الكبـر ويرفض أن تقال له كلمة لا. والتسلط يخلق شخصية لا تستطيع مواجهة الحياة وتحمل المسؤوليات لأن الطفل يفقد شخصيته وتظل شخصية الأم مسيطرة عليه طوال حياته وفي أغلب الأحيان يبحث الشباب الذي ينشأ في مثل هذه التربية عن زوجة لها نفس مواصفات الأم كي يتأقلم معها إذاً لا بد أن تتميز تربية الأم بقدر من المرونة ما بين الترغيب والترهيب وأن يغلب عليها طابع النص والإرشاد لأنها الأفضل.