بسم الله الرحمن الرحيم

“السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ” (سورة الرعد: الآية 24)

 

بمناسبة حلول اليوم الدولي للاعنف، الموافق للثاني من تشرين الأول/أكتوبر، تهيب منظمة المسلم الحر (اللاعنف العالمية) بالضمير العالمي لتجديد التزامه بمبادئ السلام، والعدالة، والمحبة التي تشكّل جوهر الإنسانية والرسائل السماوية جمعاء.

إننا نحتفي بهذه المناسبة لا بوصفها مجرد تاريخ في الذاكرة، بل بوصفها دعوة للعمل على ترسيخ ثقافة السلام واللاعنف في كل زاوية من زوايا عالمنا.

مطالباتنا العاجلة لتفعيل دور اللاعنف عالمياً:

  1. تفعيل الدور الحقيقي للهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية:

ندعو الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمحكمة الجنائية الدولية، وجميع المنظمات الحقوقية، إلى تفعيل دورها بشكل أكبر وأكثر حزماً، وتجاوز الحياد السلبي والازدواجية في المعايير. يجب أن تكون هذه الهيئات سدّاً منيعاً يمنع تفشي العنف والحروب ويحاسب مرتكبي الجرائم والانتهاكات دون استثناء. يجب أن تتحوّل القرارات إلى أفعال على الأرض، تضمن الحماية الفعلية للمدنيين والضحايا حول العالم.

  1. مناشدة السلطات والدول لنبذ العنف الداخلي والخارجي:

نناشد جميع السلطات والحكومات حول العالم بأن تنبذ بشكل مطلق كافة أشكال العنف، سواء كان موجهاً ضد شعوبها من خلال القمع، أو الاستبداد، أو الحرمان من الحقوق، أو كان عنفاً موجهاً ضد الدول الأخرى عبر الحروب، أو الاحتلال، أو التدخلات العسكرية غير المشروعة. إن استخدام القوة لقمع المعارضة أو حل النزاعات الدولية هو إخفاق أخلاقي وسياسي. ندعو إلى اعتماد الحوار والحلول السلمية كطريق وحيد للتعامل مع الخلافات الداخلية والخارجية.

  1. الالتزام باللاعنف كمنهج إسلامي وإنساني:

إن الإسلام هو دين السلام، ومبادئ اللاعنف ليست دخيلة عليه، بل هي جزء أصيل من رسالته. وكما ذكر في القرآن الكريم: “وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (سورة البقرة: الآية 190). هذه الآية الكريمة ترسخ مبدأ عدم الاعتداء وتؤكد أن تجاوز الحدود هو أمر غير مرضي لله. منظمة “المسلم الحر” تؤكد التزامها بالعمل على نشر هذا الفهم السليم للدين الذي يدعو إلى الرحمة والعدل والإحسان كبديل جذري لأي شكل من أشكال العنف أو التطرف.

اختتام:

في هذا اليوم، نؤكد أن السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو حضور للعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية. ندعو الجميع، أفراداً ومؤسسات ودولاً، للانضمام إلينا في بناء عالم يكون فيه اللاعنف هو قانون الوجود، وليس مجرد استثناء.

اللاعنف هو القوة التي تحرر، وليست التي تدمر.