بسم الله الرحمن الرحيم

ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ صدق الله العلي العظيم

 

على الرغم من التطور الانساني، والمراحل المتقدمة التي بلغتها الأمم على مختلف الاصعدة العلمية، وادراك الشعوب ما يمثله السلم والأمن والاستقرار الاجتماعي، لا يزال المجتمع الدولي ينحاز في كثير من الاحيان الى العنف كوسيلة لتحقيق بعض الاهداف والتكسب على حساب الآخرين، سلطويا او اقتصاديا او فكريا.

اذ تشكو الشعوب الانسانية من استمرار ظاهرة الحروب المدمرة، والصراعات المسلحة، واعمال عنف مختلفة المبررات، دون الالتفات الى التعاليم السماوية او الطبيعة البشرية او الاعراف الاجتماعية.

فنلاحظ استمرار الحروب بين الدول، واعمال الاقتتال الداخلي، الى جانب النظم السياسية المستبدة التي تبسط بوسائل العنف المختلفة ارادتها على شعوبها، وهذه جملة مسببات خلفت ولا تزال اشكاليات عديدة ومعاناة مختلفة.

ومما يؤسف منه ان تنخرط بعض الدول التي وضعت القوانين الدولية في انتهاك ما اقرته على نفسها اولا وعلى الآخرين ثانياً، وتنتهك بشكل سافر جميع المعاهدات والمواثيق المتفق عليها، وانصع مثال على ذلك الحرب الشاملة الجارية بين روسيا وحلفائها من جهة، واوكرانيا الناتو من جهة أخرى.

كما تشكو معظم بلدان الشرق الاوسط من الاستبداد السياسي المشوب بالعنف، ويقبع الالاف من المدنيين خلف قضبان السجون الحكومية، فضلا عمن غيبوا وبات مصيرهم مجهولا بسبب اختلاف رؤاهم السياسية او الاجتماعية مع السلطات في دولهم.

ولا يفوتنا ذكر الجماعات المتشددة، التي افترقت على شكل جماعات متباينة ولكن لها نفس الاسلوب، وهو اتخاذ العنف كوسيلة، تارة العنف المعنوي وتارة أخرى العنف الدموي الذي بات يصطلح عليه بتسمية الارهاب.

واذ تحيي الهيئة الأممية اليوم الدولي للاعنف، تعلن منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) تضامنها المطلق ومشاركتها في احياء هذه المناسبة المهمة، مؤكدة على رسالتها الانسانية الداعية الى وقف جميع انواع العنف في العالم اجمع، والعمل على نبذ كافة اشكاله، والارتقاء بالمستوى الانساني الى مصاف الحضارة والثقافة الراقية التي وصلت اليها البشرية، والاصغاء الى التعاليم السماوية والقوانين الدولية التي اقرها الحكماء.

اذ ترى المنظمة ان المجتمع الدولي بات في امس الحاجة للركون الى صوت الحكمة والرشد، واستبدال منطق القوة بقوة المنطق، وتسوية الصراعات بين الانسان ونظيره بالحوار والمفاوضات والحلول السلمية.

كما تؤكد على ضرورة اغتنام هذه المناسبة لإطلاق سراح معتقلي الرأي في دول الشرق الاوسط، والعمل على تجفيف منابع جماعات العنف والارهاب، الى جانب اشاعة ثقافة اللاعنف في الاوساط الاجتماعية.

والله من وراء القصد