في الثامن من آذار / مارس هذا العام، نشارك العالم أجمع احتفاءه بيوم المرأة العالميّ الذي أقرته الأمم المتحدة موعداً سنوياً تقديراً لمكانة المرأة وتذكيراً بإنجازاتها في مختلف المجالات السياسية، الاجتماعية والاقتصادية، مع اختيار موضوع مختلف له كلّ عام.

إنّ شعار يوم المرأة العالميّ هذه السنة، بقدر ما يحمل طموحاتٍ عاليةً إزاء دور المرأة المستقبلي، فإنه لن يدعونا للغفلة عن معاناتها في عدد من المجتمعات والدول التي تفرض أشدّ القيود على نشاطاتها التي تعدّ نوعاً من ممارسة حقوقها الطبيعية التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية.

ولعلّ تدهور وضع المرأة في أفغانستان

بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة في البلاد عام 2021، وما يجري في ايران حالياً  من أبرز إخفاقات المجتمع الدولي في قضية المرأة؛ إذ تتعرض حقوق المرأة لانتهاكات جسيمة من خلال القيود الصارمة التي فرضت على الفتيات، كما سجّلت دول أخرى انتهاكاتٍ جسيمة بحقّ المرأة نتيجة الحروب ناهيكم عن استمرار قمع النساء و إرعاب الفتيات وسيلةً لكمّ الأفواه كما في عدد من دول الشرق الأوسط.

أكّدت التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ضرورة توفير التقنيات الرقمية للمرأة كي تتمكن من التعبير عن رأيها و تسليط الضوء على الانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها، لردع كل من يحاول التطاول على كرامتها وحريتها وحقوقها. الأمر الذي يستدعي تضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية لحماية تلك الشريحة التي تشكل نصف المجتمع.

إنّ من معايير رقيّ المجتمعات مدى الاهتمام بمكانة المرأة؛ فالدفاع عنها وصون حقوقها، لا يعني التقليل من حقوق الرجال، بل يعتبر دفاعاً عنهم أيضاً؛ فالرجل الحقيقيّ لا تتكامل شخصيته ورجولته إلا بوقوفه إلى جانب المرأة؛ فقد ورد في الحديث النبويّ: “ما أكرَمَ النساءَ إلَّا كريمٌ ،ولَا أهانَهُنَّ إِلَّا لئيمٌ”. وحتى عند اختلاف الآراء بين الفئتين، فالأسلوب الكريم للتعامل هو الحلّ الأمثل، لا اللجوء للقمع والعنف والاضطهاد.

في يوم المرأة العالمي، نضمّ صوتنا لأصوات النساء حول العالم لنيل حقوقهن التي تصون كرامتهن وسلامتهنّ وتضمن تقدّمهنّ وتكفل تطورهنّ لما فيه بناء مستقبل زاهر للبشرية جمعاء.