بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ صدق الله العلي العظيم
بمناسبة اليوم الدولي للصداقة، الموافق 30 يوليو، تتوجه منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) إلى الشعوب الإسلامية قاطبة بخالص التحايا وأسمى آيات الود والإخاء.
إننا في هذه المناسبة المباركة، التي تحتفي بقيمة الصداقة كجسر للتواصل والتفاهم بين البشر، نؤكد على أهمية استثمار هذه القيمة النبيلة في بناء مجتمعات أفضل ودول أكثر استقرارًا وازدهارًا.
لقد جاء الإسلام ليؤكد على معاني الأخوة الإنسانية، وحث على التعارف والتقارب بين الشعوب والقبائل، فقال تعالى في محكم كتابه: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”. هذه الآية الكريمة ليست دعوة للتعارف فحسب، بل هي أساس لبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البناء، تتجاوز الاختلافات العرقية والدينية.
إن الصداقة، بمفهومها الواسع، تمثل أداة قوية للتقريب بين الثقافات المختلفة. فعندما تتآخى القلوب وتتصافح الأيادي، تزول الحواجز وتتبدد سوء الفهم، وتُفتح آفاق جديدة للحوار البناء والتفاهم المشترك. إننا نؤمن بأن الحوار القائم على الصداقة والنية الصادقة هو السبيل الأمثل لتبديد الأوهام المسبقة، ومعالجة التوترات، وبناء جسور الثقة بين المجتمعات.
لذلك، فإن منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) تدعو الشعوب الإسلامية إلى:
* تعزيز ثقافة الصداقة والأخوة داخل المجتمعات، ونبذ كل أشكال الكراهية والتعصب والتطرف.
* مد جسور التواصل والحوار مع أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى، والبحث عن المشتركات الإنسانية التي تجمعنا.
* العمل يدًا بيد مع كافة الفاعلين لترسيخ قيم التعايش السلمي والتسامح والقبول بالآخر.
* الاستثمار في بناء مجتمعات متآخية يسودها الأمن والاستقرار، وتزدهر فيها العلوم والفنون، وينعم فيها الجميع بالعدل والرخاء.
* دعم المبادرات التي تعزز التفاهم بين الأديان والثقافات، وتساهم في نشر رسالة السلام والمحبة في العالم.
إننا نعيش في عالم يواجه تحديات جمة، ولا سبيل لمواجهة هذه التحديات إلا بالتكاتف والتآزر والعمل المشترك. والصداقة هي اللبنة الأساسية التي تُبنى عليها هذه العلاقات المتينة. فلنجعل من اليوم الدولي للصداقة مناسبة لتجديد العهد على بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة، مستقبل يسوده السلام والمحبة والوئام.
والله ولي التوفيق.