أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً أعلنت بموجبه يوم 18 تشرين الثاني/ نوفمبر يوماً عالمياً لمنع الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء عليهم والعنف ضدهم والتعافي من ذلك؛ داعيةً كافّة الجهات المعنيّة حول العالم باتّخاذ الإجراءات العمليّة الجادّة لتحقيق أهدافها المتمثّلة بضمان كرامة الأطفال وحقّهم في الحياة بعيداً عن العنف والخوف، فضلاً عن العناية بالضحايا والناجين من جرائم إساءة المعاملةكي يستعيدوا عافيتهم ويبدؤوا حياتهم من جديد.

تشير التقارير والدراسات إلى أنّ إساءة معاملة الأطفال للأسف آخذةٌ بالاستفحال بشكل خطير حتى يمكن اعتبارها ظاهرة عالميّة تستدعي التوقّف عندها ومعالجتها جذريّاً للقضاء عليها ضماناً لمستقبل أفضل لهذه الشريحة الحيويّة التي تشكّل حجر الأساس في تحقيقها للسلم والأمن الدوليّين.

إنّ كلّ سلوكٍ يستهدف سلامة الأطفال جسديّاً ونفسيّاً ويحرمهم من التنعّم بطفولتهم البريئة يعتبر جريمةً بحقّ الإنسانيّة لما تخلّفه منآثار سلبيّة طويلة الأمد عليهم، قد تحوّل الضحايا إلى مفترسين مستقبلاً، ما يخلق حلقةً مفرغةً من الشرّ تهدّد منظومة الأمان المجتمعيّ.

وفي هذا السياق، لا بدّ من التحذير من إساءة معاملة الأطفال على مستوى البنى المجتمعية بأشكالها الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، التعليمية، الثقافية والإعلامية، لا سيّما أثناء الأزمات والحروب والنزاعات،باستغلال الأطفال لجني أرباح مادية رخيصة، مكاسب أيديولوجية ضيقة أو حتى للتهرّب من المسؤوليّة.

إنّ مواجهة تلك الظاهرة والقضاء عليها تتطلّب وضع برامج التوعية والخطط العملية لدعم الآباء والأسر والمعنيين برعاية الأطفال، فضلاً عن تعزيز مهارات الأطفال في التعامل مع كافة أشكال العنف والإساءة، وتكثيف التعاون الدولي لمواجهة عمليات استغلال الأطفال وملاحقة من يقف خلفها وتقديمهم للمحاكمة. وضرورة تأمين الرعاية العاجلة والمستدامة لضحايا الإساءة والاستغلال حتى بلوغ مرحلة التعافي والاندماجفي المجتمع.

إنّنا إذ نحتفل بهذا اليوم الدوليّ تعبيراً عن التزامنا بحماية أطفالنا من كلّ ما يعكّر صفو براءتهم ونقاء طفولتهم، نطالب الجميع بأداء الدور المنوط بهم في هذا الخصوص، لأنّ قضية الطفولة قضيتنا جميعاً.

والله من وراء القصد