إدراكاً من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأهمية الضمير في تعزيز ثقافة السلام، أعلنت يوم 5 نيسان/أبريل من كل عام يوماً دولياً للضمير.

إنّ حالة التخبّط التي يعيشها العالم اليوم في التوفيق بين توق البشرية للعيش بسلام وتحقيق الازدهار من جهة وتصاعد التوترات السياسية والاضطرابات الاجتماعية وحتى النزاعات العسكرية من جهة أخرى، تعكس حالة الفوضى في المفاهيم نتيجة غياب مرجعية جامعة متماسكة ترفع التناقضات وتزيل الضبابية، فضلاً عن تقديم الحلول الناجعة.

لا شكّ أن مفهوم السلام في عصرنا بحاجة لإعادة التعريف من جديد في إطار محدّدات الضمير الإنسانيّ الذي يميل بطبيعته نحو كلّ خيرٍ وينفر من كلّ شرٍّ.

في ضوء ذلك، لا يمكن الحكم على كثير من المجتمعات بأنها تعيش في سلام لمجرد عدم انخراطها في حروب تقليدية خارجية أو توقيعها اتفاقات سلمية مع جيرانها؛ في الوقت الذي يضرب العنف بأطنابه فيها نتيجة تغييب أو غياب الضمير الأخلاقي واللهاث خلف السلطة؛

إذتشير الدراسات والإحصاءات أنّ سوء الحكم والإدارة وقمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان وانتشار الفساد والجريمة في  العديد من الدول تخلّف من الضحايا والمهجرين واللاجئين ما يفوق معدلات الحروب.

إنّ الرهان على القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية المنبثقة من الضمير الإنسانيّ، كفيل بخلق أرضية صلبة يمكن البناء  عليه لمقاربة القضايا الملحّة والحؤول دون وقوع الكوارث.

إنّ الخطوة الأولى لتحقيق السلام يبدأ من داخل كلّ إنسان عبر خلق حالة تناغم وانسجام بين ضميره الحيّ وسلوكياته وطموحاته،لتكون مقدّمة نحو تحقيق السلام العالميّ، وإلا ستبقى الاتفاقات والمواثيق الدولية مجرّد حبرٍ على ورق تتلاعب بها الأهواء والمصالح الضيقة؛

 فعن الإمام الباقر (ع): “من لم يجعل الله له من نفسه واعظاً، فإنّ مواعظ الناس لن تغني عنه شيئاً”.

إنّ تعزيز دور الضمير في حياة الإنسان عملية متكاملة تضطلع فيها كافة فعاليات المجتمع بدءاً من الأسرة والمراكز  التعليمية، مروراًبالجهات الروحية والدينية والإعلامية، وانتهاءً بالمؤسسات الرسمية والأهلية، عبر ترسيخ قيم الشفافية والمحاسبة والعدالة وحرية التعبيرو احترام حقوق الإنسان.

بهذه المناسبة، إننا إذ نعبّر عن دعمنا لكافة الضمائر الحية حول العالم، ندعو الجميع قادةً وشعوباً للاستماع إلى صوت  الضميرالإنسانيّ سبيلاً لنشر السلام والازدهار.