تشارك منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) المجتمع الدولي في إحياء اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتعلن موقفها القاطع بأن مكافحة جميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة ليست التزاماً إنسانياً فحسب، بل هي ضرورة دينية تتسق تماماً مع المبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية السمحة.

نؤكد أن الكرامة الإنسانية مصونة للجميع، وأن الإسلام يرفع من شأن المرأة ويدين بشدة أي فعل يقلل من مكانتها أو يلحق بها الأذى.

أولاً: الأسس الإسلامية لكرامة المرأة وحمايتها

تعتبر تعاليم الإسلام مرجعية شاملة لتعزيز العدل والرحمة في معاملة المرأة، وتحريم العنف بكل أشكاله:

 * المساواة في الكرامة الإنسانية: يؤكد القرآن الكريم على أن الرجال والنساء خُلقوا من نفس واحدة، ويعدل بينهما في الثواب والعقاب على أساس العمل الصالح. قال تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ… أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (الأحزاب: 35).

 * الوصية بالإحسان: جعل النبي محمد صلى الله عليه وآله الإحسان إلى المرأة دليلاً على كمال الإيمان وحسن الخلق. فقد قال صلى الله عليه وآله: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي” .

ويعد هذا الحديث قاعدة نبوية تحظر أي إساءة أو تقصير في حقوق الزوجة والأهل.

 * تحريم الضرر والإيذاء: يقوم الفقه الإسلامي على قاعدة “لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ”، وهي تحريم شامل لأي إضرار بالنفس أو بالغير، ويشمل ذلك كل أشكال العنف الجسدي، والنفسي، واللفظي، والاقتصادي الموجه ضد المرأة.

ثانياً: أهمية المرأة ودورها المحوري في بناء المجتمع

إن المرأة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها تقدم الأمم وازدهارها. فتمكينها وحمايتها ليس تفضلاً، بل هو واجب لضمان استقرار المجتمع وتنميته:

 * صانعة الأجيال: المرأة هي المدرسة الأولى التي تنشئ الأجيال، وصلاح المجتمع مرتبط بصحة وسلامة البيئة التي تربي فيها.

 * شريك في التنمية: يجب أن تتمتع المرأة بكامل حقوقها للمشاركة الفعالة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، دون تمييز أو خوف من العنف.

ثالثاً: مطالبات منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر)

ندعو الحكومات والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني إلى العمل الجاد والملزم لتحقيق ما يلي:

 * المساءلة القانونية الصارمة: تفعيل القوانين التي تجرّم العنف ضد المرأة بشكل فعّال، وضمان إجراء تحقيقات عادلة وسريعة لمعاقبة الجناة وردعهم.

 * تعزيز الوعي الديني الصحيح: نناشد الأئمة والعلماء بتخصيص خطبهم ومحاضراتهم لتسليط الضوء على الفهم الإسلامي الصحيح للرحمة وحقوق المرأة، وتفنيد التفسيرات المغلوطة والموروثات الثقافية التي تتعارض مع روح الشريعة.

 * دعم الناجيات: توفير ملاجئ آمنة، وخدمات دعم نفسي واجتماعي وقانوني متكاملة وسهلة الوصول إليها للناجيات من العنف، مع حماية هويتهن وخصوصيتهن.

 * التمكين الشامل: العمل على تمكين المرأة اقتصادياً وتعليمياً، لضمان استقلاليتها والحد من اعتمادها على من قد يمارس العنف ضدها.

 * توعية الرجال والشباب: إطلاق حملات توعية مستمرة تستهدف الرجال والشباب لغرس ثقافة الاحترام والعدل والشراكة في العلاقات الأسرية والمجتمعية.

تؤكد منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) أن العنف ضد المرأة هو خروج عن تعاليم الإسلام السامية، وعائق أمام بناء مجتمعات العدل والسلام.

يجب أن نعمل جميعاً يداً بيد للقضاء على هذه الآفة وتحقيق الأمن والكرامة لكل امرأة وفتاة.