تحتل الصحافة ابرز المجالات الإنسانية فعالية، نظراً لدورها المحوري في قضايا حقوق الانسان والشؤون والتفاصيل التي تمثل أهمية في التطور البشري الحاصل، حتى باتت من اهم المرافق العملية تأثيراً في حياة الانسان في عصرنا الحاضر.
اذ ساهمت الصحافة في كشف وانصاف كثير من القضايا والاشكاليات الحساسة على مختلف الأصعدة، السياسية منها او الاجتماعية او البيئية، والتي تصب او تتفاعل في اصل ديمومة الإنسانية والحياة على كوكب الأرض، ولولا الصحافة الحرة لالحق بالمجتمع الدولي ضرراً بالغاً ونتائج كارثية لا يسعنا ذكرها في هذا المقال، الا ان المتلقي يدرك حجم ما نشير اليه بكل تأكيد.
ففي الوقت الذي يحيي المجتمع الدولي اليوم الدولي لحرية الصحافة الذي اقرته الهيئة الدولية للأمم المتحدة في الثالث من أيار/ مايو من كل عام، كتذكير بأهمية الصحافة، تغتنم منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) هذه المناسبة لدعوة الحكومات السياسية حول العالم خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط لاعادة النظر ببعض الإجراءات والقوانين القمعية التي تعيق من حرية وحركة العاملين في الوسط الصحفي.
حيث يشكو كثير من الصحفيين حول العالم من التضييق والتشكيك والاستهداف المباشر وغير المباشر من قبل أنظمة سياسية او تنظيمات او جماعات مختلفة العنوانين، فيما طالت تلك الانتهاكات أرواح العديد منهم، فتعرض بعضهم الى التصفية الجسدية او التغييب القسري او الاعتقال او اعمال عنف متنوعة ومتباينة المستوى.
ذلك الامر دون ادني شك يدفع المنظمة الى المطالبة بوقف تلك الانتهاكات ومعاقبة من يقف وراءها، مشددة على ضرورة الكشف عن مصير المغيبين منهم والافراج عمن زج في المعتقلات على خلفية القيام بمهامه النبيلة الرامية الى كشف الحقائق امام الرأي العام.
ان المنظمة رصدت على مدى الأشهر الماضية العشرات من الانتهاكات التي مارستها حكومات رسمية واطراف جهوية، لا سيما في مناطق النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية، افضت الى مقتل وتغييب والحاق الأذى المادي والنفسي بعشرات العاملين في مجال الصحافة، مما يستدعي ضرورة تحرك الحكومات الديمقراطية لمعالجة تلك الإخفاقات الإنسانية على وجه السرعة والحد من تفاقهمها.