كلمتان جميلتان غنيتان عن التعريف والتوضيح رويتا عن رسول الله(ص) هما:

العدل جنة الدول.

وعفو المَلِكْ أبقى للمُلك.

فالأول، أساس الملك وبه قوام العالَم.

والثاني، أعظم الفضيلتين، وقلته أقبح العيوب، وشر الناس من لا يتمسك به.

وكل منهما مكمل للآخر، إذ الأول: درع ومتراس. والثاني: ضمان لدوام الحكم والمُلك. ومن الضروري أن يتخذ الحكام هاتين الكلمتين كمنهج للحكم ويوضع نصب العين.

فكما العدل قوام الرعية، كذلك هو جمال الولاة، وفضيلة للسلطان. وأحلى من الماء يصيبه الظمآن وأحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأطيب ريحاً من المسك.

أضف إلى ذلك ما روي عن أمير المؤمنين(ع) حيث قال: اعدل تحكم و.. تملك. والعدل حياة الأحكام.

وكذلك العفو: تاج للمكارم، ولا يزيد العبد إلاّ عزاً، ومن استكثر منه مُدّ في عمره، وهو زكاة القدرة وزينها، وأحسن أفعال المقتدر.

واتحادهما أشد من الضرب لمن كان له عقل!

وبالطبع لا يتلقاهما إلاّ من كان ذو حظ عظيم.

وكم هو جميل أن يتخذ حكام الدول الإسلامية هاتين الخصلتين سبيلين للعدل في الرعية، حيث لا تكون هناك ثورات شعبية و…، ووسيلة للتغاضي عمن كانوا يوالون الحكومات السابقة أو كانت لديهم تحركات سياسية، وعلى… أثرها حوكموا!؟

وهذه سيرة الأنبياء (عليهم السلام) حيث كان شعارهم: عفى الله عما سلف.

ومن ثم لا داعي للخوف والقلق.

محمد تقي باقر