احتفلت الحوزة العلمية الزينبية في دمشق بمناسبة ميلاد المعصومة العارفة عقيلة بني هاشم السيدة زينب(سلام الله عليها) حضر الحفل جمع غفير من العلماء والطلبة وألقيت الكلمات الخطابية، ثم ألقى عميد الحوزة العلمية العلامة السيد جعفر الشيرازي (نجل الإمام الشيرازي) كلمة قيمة شرح يها العصمة الكبرى والصغرى والفرق بينهما, واستشهد بكلام للإمام زين العابدين(ع) حيث قال مخاطباً عمته زينب(س) : أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة.

وقال في خطابه: حسب ما ورد في الروايات المعتبرة وأثبته جمع من العلماء فإن السيدة زينب(س) كانت معصومة بالعصمة الصغرى. لكن هل العصمة تنقسم إلى صغرى وكبرى؟ وما هو الفرق بينهما؟

ثم أجاب قائلاً: هناك ثلاثة احتمالات للفرق:

1- أن المعصوم بالعصمة الكبرى لا يعصي ولا يفكر في المعصية.

لكن هذا الكلام غير صحيح، إذ أن التفكير في المعصية ينافي المعصية، لأن المعصوم هو الذي انكشفت له حقائق الأمور ويعلم (علم اليقين) بأن الهلاك في ارتكاب المعصية، فلا يعقل أن يفكر في ارتكابها كالجائع الذي يعلم بأن هذا الطعام الذي تفوح منه رائحة طيبة مليء بالسم. فإنه لا يأكل الطعام ولا يفكر به بل تشمئز نفسه منه، فلو أمكن تفكير أحد في المعصية فمعناه أنه غير معصوم.

2- أن العصمة الكبرى تمنع ترك الأولى، لكن الصغرى لا تمنعه، بمعنى أن المعصوم لا يفعل المعاصي ولا المكروهات لكنه قد يترك الأولى، فهو معصوم بالعصمة الصغرى، وإن لم يترك الأولى فبالكبرى.

وهذا أيضاً غير صحيح، لأن الأنبياء معصومون بالعصمة الكبرى ومع ذلك قد ورد في القرآن الكريم ترك بعضهم الأولى كآدم(ع) حيث أكل من الشجرة، ومع أن الأكل منها لم يكن محرماً ولا مكروهاً لكنه كان تركاً للأولى. وكيونس(ع) حيث خرج مغاضباً وكان الأولى ترك ذلك.

3- أن العصمة قد تجب عقلاً، بمعنى أن العقل يدل على لزومها، كعصمة الأنبياء (عليهم السلام) وقد دل النقل عليها أيضاً فهي العصمة الكبرى، وقد لا يدل العقل على وجوبها لكن يدل عليها النقل الصحيح فقط، فهي العصمة الصغرى.

والعقل يدل على وجوب العصمة في الأنبياء والأئمة(عليهم السلام) فقط، فضلاً عن الأدلة النقلية فهم معصومون بالعصمة  الكبرى، وأما غير الأنبياء والأئمة فإن دل النص على عصمتهم فهم معصومون بالعصمة الكبرى.

وقد دلت الأدلة النقلية على عصمة السيدة زينب (عليها السلام) وبناءً على ذلك فإن قولها وعملها وتقريرها حجة، ولذا إن ثبت أنها قالت قولاً أو فعلت فعلاً أو أقرت أمراً، فإن عملها وقولها وتقريرها حجة، من دون حاجة إلى ضميمة تقرير الإمام(ع) إليها. وقد سمعنا كثيراً قول بعض الموالين بأن الإمام زين العابدين(ع) قد قر أفعالها(عليها السلام) وكان الأولى الاستدلال بنفس الفعل بدون ضم هذه الضميمة، أو ضمها تأكيداً فقط…