(ولو جعلنه قرءانا اعجمياً لقالوا لو لا فصلت آياته أعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمىً اولئك ينادون من مكان بعيد) اية 44 سورة فصلت.

ان الكثير من الآيات القرآنية جاءت حاكية لحالة وقعت يراد منها أخذ العبرة والاتعاظ كي لا نقع في نفس الموقع وتكون النتيجة نفسها فمثلاً قوله تعالى (وما يقال لك الاّ ما قد قيل للرسل من قبلك) اية 43 سورة فصلت هذه الآية جاءت لمواساة النبي(ص) على اثر محاربة الكفار والمشركين للرسول(ص) وتكذيبه كذلك لكي تعلّم المسلمين ان الذين يواجهون الاذى بأنه لا محيص لهم من الاستقامة والصبر، وبما ان الله رحيم ورحمته وسعت كل شيء فهذا الصبر والاستقامة حتماً يكون لها ثواب عند الله تبارك وتعالى كما في نهاية الآية نفسها (إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب) فرحمته ومغفرته للمصدقين وعذابه للمكذبين المعارضين وإن تقديم المغفرة على العقاب دليل على تقدم رحمته تعالى على غضبه وكما جاء في المأثور من الدعاء «يا من سبقت رحمته غضبه».

كذلك فالآية  اعلاه 44 من سورة فصلت – مورد الحديث – حيث تتحدث في الواقع عن المرض الكامن في نفوس هؤلاء وعجزهم عن مواكبة الهدى والنور الذي انزل عليهم من ربهم فاذا جاءهم بلسانهم العربي قالوا: هو السحر والاسطورة، واذا جاءهم بلسان اعجمي سيعتبرونه غير مفهوم بدلاله (ولو جعلناه قرآناً اعجميا لقالوا لو لا فصلت آياته) واذا جاءهم مزيجاً من الالفاظ العربية والاعجمية عندها سيقولون انه غير موزون بدلالة (أعجمي وعربي) أي كتاب اعجمي لامه تنطق بالعربية أو قرآناً اعجمياً مع رسول عربي، وهذا التشكيك وهذه الاسئلة هي المرض الذي تحدث عنه القرآن فالذين يتعاملون مع القرآن بروح تبحث عن الحقيقة سيهتدون وتشفى صدورهم ونفوسهم به بدلالة (قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء) حيث يعالج القرآن الكريم الامراض الاخلاقية والروحية أما المعاندون المتعصبون اعداء الحق والحقيقة واعداء الانبياء والرسل فهم في الواقع مثلهم مثل الاعمى والاصم كما جاء في القرآن الكريم (والذين لا يؤمنون في آذانهم  وقرٌ وهو عليهم عمىً) اذاً فالقرآن الكريم جاء حاملاً في طيات آياته شفاءً وهدىً للذين يتفكرون، وإليك بعض السور القرآنية وخاصيتها في الشفاء.

  1. التحريم. تقرأ على المريض والملسوع والمصروع.
  2. المنافقون. تقرأ على الدّمل يبرأ بإذن الله.
  3. الجمعة. مَن أدمن قراءتها ليلاً ونهاراً صباحاً ومساءً آمن من وسوسة الشيطان.
  4. الحشر. من كتبها في زجاج وغسلها بماء المطر وشربها رزق الحفظ والفطنة.
  5. المجادلة. تقرأ على المريض يسكن وعلى ما يخزن يحفظ وان طرحت في الحبوب لم تفسد ومن قرأها حفظ من كل سوء.
  6. الحديد. من علقها عليه أمن من الحديد في القتال.. ومن حملها لم يره خصمه.
  7. الواقعة. تسهل الولادة تعليقاً.
  8. النجم. قوله تعالى (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون) تكتب وتعلق لبكاء الاطفال.
  9. الحجرات. اذا علقت في مكان لم يقربه شيطان واذا علقت على متبوع مصروع لم يعد اليه شيطان.
  10. الزخرف. من سقاها للزوجة المخالفة اطاعت.