بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا)صدق الله العلي العظيم

تلقت منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) اعلان المملكة السعودية عزمها انشاء مجمع للحديث النبوي يهدف لكشف النصوص المكذوبة عن الرسول صلى الله عليه وآله بترحيب كبير، معبرة عن تفاؤلها ان يسهم هذا المشروع في تحقيق نتائج مثمرة تفضي الى تنوير الشعوب الإسلامية والعالمية لحقيقة التعاليم النبوية السمحاء، التي كانت ولا تزال ترمي الى حفظ كرامات الإنسانية جمعاء وسلامة احوالهم و حقوقهم دون تمييز بين لون او عرق او دين او فكر، في مصداق للآية الكريمة : (ما ارسلناك الا رحمة للعالمين).
فرسولنا صلوات الله عليه وآله جاء لهدى الناس ورحمتهم من أنفسهم وما صدر عنه الا ما هو رفقا بالبشرية ودعوة لصلاحهم وكفافهم وفق تعاليم سماوية كما قال تعالي (مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ).

الا ان أعداء الإنسانية ممن يتربص بالإسلام بغضا وحقدا أخذوا (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)، و مثلهم غيرهم من وعاظ السلاطين، الذي ارتضوا لأنفسهم وضع الأحاديث المكذوبة من جهة، وتحريف أخرى من جهة، ارتكبوا جريمة عظمى بحق المسلمين وغيرهم عبر نسب ما هو باطل الى رسول الله صلى الله عليه، واستبدال وتحريف الكثير من التعاليم والوصايا، بعد ان ارتضوا لأنفسهم الشيطان حليفا.
فكما يدرك الجميع ان الكثير من القضايا والاشكاليات التي تعاني منها الامة على مدار تاريخها كانت بسبب قيام ضعاف النفوس بنسب أحاديث للنبي وإخفاء او نكران أخرى صحيحة ومتواترة عند المسلمين، مخلفة فتن وصراعات وجماعات متطرفة وارهابية كالقاعدة وداعش وغيرها في السابق.

اذ باتت الجماعات الإرهابية ترتكز في مفاهيمها على أحاديث كاذبة نسبت الى النبي (صلى الله عليه وآله) تشرعن القتل والإرهاب والعنف بكافة اشكاله، فضلا عن تحريف أخرى لتتماشى مع اهواء الشيطان واهوائهم أو مصالحهم.
لذا تدعو المنظمة ادارة المجمع الى الاستفادة من هذه المبادرة بشكل علمي وجدي وفاعل دون أي انحياز او أي ميول أخرى، كون ذلك يمثل أمانة شرعية يترتب عليها مصير الأمة في حال اتمامها بمسؤولية وجهود خالصة الى وجه الله سبحانه وتعالى.

وتوصي المنظمة الهيئة المشرفة على هذه المبادرة باشراك جميع علماء المذاهب الإسلامية دون تمييز، خصوصا علماء الفقه الشيعي الامامي، للخروج بالحقائق الناصعة والشاملة للأحاديث النبوية وعدم تهميش أي طائفة او ملة إسلامية للتدقيق والتمحيص في طبيعة النصوص الشريفة التي ستخضع للمراجعة، نظرا لكونها تمس جميع أبناء الامة الإسلامية بمختلف مشاربها ومراجعها وافكارها.
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ