بالرغم من الجهود الدولية الحثيثة للحدّ من ظاهرة سقوط الأطفال ضحايا خلال الأعمال القتالية التي تنشب حول العالم، لا تزال أعداد كبيرة منهم يشكلون فريسة سهلة لبراثن تلك الحروب، وسط إصرار جهات عديدة على تجاهل القوانين الدولية التي تفرض تجنيب الأطفال مخاطر القتال والتملص من العواقب القانونية والمساءلة في هذا الخصوص، غير مكترثة بالمعايير الأخلاقية والإنسانية ذات الصلة.

إذ تظهر التقارير والبيانات الواردة من مناطق النزاعات والاضطرابات التي يسودها العنف، أن فئة الأطفال تتربع أعلى سلم ضحايا الحروب والعمليات القتالية؛ حيث يشترك من يضطلع فيها بشكل مباشر وغير مباشر في استهداف تلك الشريحة، عبر أعمال القصف والتصفيات الجسدية والتجنيد القسري للكثير منهم.

وتبرز اليمن وفلسطين وسوريا وليبيا وأفغانستان إلى جانب بعض الدول الأفريقية كبؤر خطيرة لتلك الانتهاكات الجسدية والنفسية؛ حيث لا يزال الأطفال في تلك المناطق يسقطون ضحايا لعمليات الصراع المسلح التي تجري على أراضيها، في الوقت الذي لم تفلح المنظمات الدولية ومناشداتها في تحييد الأطفال.

إن منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) تغتنم هذه المناسبة لدعوة المجتمع الدولي ولا سيما القوى العالمية المؤثرة إلى المبادرة بشكل فعال للعمل على وقف تلك الصراعات المسلحة والضغط على الجهات المنخرطة في الأعمال الحربية لتجنيب الأطفال ويلات القتال وملاحقة ومعاقبة مخالفي القوانين الدولية ذات العلاقة.

وتوجه المنظمة في الوقت ذاته بيانها بالخصوص لدعوة مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة لإصدار قرار ملزم للقوات الجوية  لدول التحالف لوقف أعمال القصف العشوائي الذي يطال المدنيين في اليمن، لا سيما أن أعمال القصف المشار إليها تسببت في مقتل أعداد كبيرة من الأطفال الأبرياء والمدنيين العزل، فضلاً عن مناشدتهما للقيام بدورهما الإنساني في التخفيف من الحصار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء لتلك الفئات الضعيفة.