بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. صدق الله العلي العظيم

في ظل الأزمة العالمية التي تعصف بسكان الأرض، متمثلة بوباء كورونا المستجد، وما يمثله من خطورة لا تستثني شعب دون آخر، أو مجتمع عن غيره، مما يعكس توحد الجنس البشري في مواجهة الأزمات الشاملة، تحل علينا الذكرى السنوية ليوم القضاء على التمييز العنصري، ذلك اليوم الذي أريد به تمييع كافة الفروقات بين أفراد البشرية.

إذ يقف العالم مجتمع خلال هذه الذكرى في مواجهة ابتلاء عظيم، أسقط كافة المميزات بين فرد وآخر،  ليبين أن مصير البشرية مهما اختلفت مستويات شعوبها ومجتمعاتها واحد، وان العنصرية كانت ولا تزال خطيئة يرتكبها البعض على جهل وتكبر.

فلا عالم اول ولا ثاني ولا ثالث ولا متقدمة أو نامية، الجميع سواء يقف مصدوماً من هذا البلاء، وهذا مدعاة ملحة لمراجعة الذات ومحاسبة النفس وإسقاط كافة الفروقات العنصرية التي صنعها الإنسان للتمييز بينه وبين الآخرين، سواء كانت ذلك التمييز على أسس عرقية أو دينية أو مذهبية أو ثقافية.

وتغتنم منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) في هذا الوقت العصيب الفرصة لتجديد دعواتها في نبذ التمييز العنصري مهما كانت اوجهه أو أسبابه، مطالبة كافة الأنظمة السياسية بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية فكرية، سياسية أو طائفية، فضلاً عن وصلها دعوتها للمجتمعات بضرورة التخلي عن التمييز العنصري أيضاً، وتقبل فكرة اختلاف الرأي والثقافة والمعتقد، فاولاً واخيراً جميعنا بشر ومتساوون في الحقوق والواجبات إزاء الإنسانية جمعاء، وما يجري خير دليل على ما نذهب.

والله ولي التوفيق