نتقدم بالشكر لأصحاب الفضيلة الذين شجعونا بالرأي والتأييد، بالأخص مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت لدعمهم الفكرة.

تقرير عن حالة الانسان العراقي في لبنان

عقد السيد قيس الموسوي ممثل رابطة المثقفين العراقيين الاحرار في المنفى فرع بيروت مؤتمرا ناقش فيه حالة الانسان العراقي في لبنان و قال في كلامه: كيف يمكن الحديث عن حقوق الانسان العراقي بصفة عامة في المنفى، و كيف يمكننا الحديث عن حقوق الانسان العراقي في لبنان كحال خاص؟ ان الامر يتطلب منا ان نفحص عينات حية و مؤلمة تكشف عن وضع الفرد العراقي في لبنان و ما يعانيه من شدائد على كافة الصعد و المستويات بدءا من: الوضع الامني و السياسي مرورا بالوضع الصحي و الوضع الاقتصادي (المعاشي) التالف و الوضع الاجتماعي.. و ما يتكلف بها من مداخلات و مآزق، و قد قمنا فعلا هنا بمحاولة لشرح او عرض عينات بسيطة رغم ان ظروف انعقاد المؤتمر باغتتنا، و كما هي الحالة عند محاولة تقديم تقرير او بحث ميداني فان صعوبة مريرة و اجهتنا و نحن نرى الوضع البائس و الميؤوس منه لعدد لا يعد نسبيا بالقليل، فالعراقي المشرد هنا.. و ليأسه واجهنا بمرارة من لا يريد ان يدلي باجابة او يشرح الحالة المزمنة، فقد نمت بداخله نظرية الشك و المؤامرة، الشك بكل شئ، و تناهبته هواجس الملاحقة السياسية الامنية المريرة من جهة و الرعب الاقتصادي الوحشي و الخوف من المستقبل من جهة ثانية و قد طالت سنوات المرارة ما بين الاضطهاد القاتل.. و ما بين التشرد و الضياع و العوز، فبعضهم يرى اطفاله يبكون لانه لا يستطيع ان يدبر ثمن الغذاء اما ثمن الدواء هنا فحدث و لا حرج خاصة بالنسبة للافراد الذين لفظهم مكتب مفوضية شؤون اللاجئين التابع لهيئة الامم المتحدة خارج اسواره لاسباب عدة:

منها عدم انتظام وثائقهم و منها عدم قدرة المكتب اعلاه، على الاستيعاب للاعداد المتدفقة اليه. كما و ان عدم قدرة الفرد العراقي المشرد على فهم الصياغات القانونية نتيجة تعرضه لاضطهاد مزمن تحت ظل نظام توليتاري يرى الامور بعين واحدة، ساعد على ارتباكه النفسي و عشوائية كلامه و عدم قدرته على التركيز على موضوع حقوقه الانسانية و القرارات الدولية التي تدعمها. لذلك و في حالة عدم قبوله كلاجئ في المكتب يجد نفسه تائها في شارع المجهول غير فاهم لم تم رفضه في حين ان حقوقه الانسانية تستوجب قبوله.

ان الدعم المحدود المقدم للمكت في لبنان ، و اسباب موضوعية اخرى ربما، ايضا.. ساعدت على تعقد علاقة اللاجئ العراقي بمكتب الامم في بيروت و هنا وجد العراقيون انفسهم مشلولي الارادة، يعيشون ازاء واقع مضطرب يعاني ازماته داخل بلاد تعيش قلقها السياسي، الاقتصادي المرير و هنا وجدنا الفرد يعيش حال انسحق مريرة بالكامل. حيث ان هذه الحالة دفعت بالمئات من العوائل و الشبان للاندفاع بمغامرات مجنونة لركوب البحر المتوسط الهائج بقوارب بواسطة مهربين و سماسرة فوقعوا ضحية خداعهم ففقدوا مبالغهم البسيطة التي عملوا لسنوات طويلة على جمعها املا لوصول الى خلاص من عذابهم، لكن المأساة الكبرى حدثت و تحدث اذ ان معظهم ذاق طعم الغرق في البحر و نجى وسط الشتاء…

و جاء في سياق الحديث اننا نعيش نكبة حقيقية و ضغوطا مدمرة و ضياعا تاما. و اذا كان المشرد العراقي في بقية دول الجوار التي تعيش توتر منطقة الشرق الاوسط يعيش حالة من الامن النفسي كونه يعيش تحت ظل راية جولة فتحة امان نسبي حتى و ان رفضه مكتب الامم المتحدة، ان الوضع اللبناني القلق نتيجة ظروف سياسية اقتصادية معروفة انتجتها ازمة الحرب الاهلية اللبنانية، تجعل من الاستحالة بمكان ان يندمج او يعيش المشرد العراقي في حالة جزء انسانية ، و بالتالي فهو يعيش انسحاقا كاملا.

نود في هذا التقرير ان نشير الى عدة حالات يمر بها المشرد العراقي و لناخذ:

اولا: الحالة الصحية:

نجد ان غياب و عدم الاستقرار المادي ساعد على تدهور الوضع الصحي الذي يمر به الانسان العراقي. بل هو العامل المهم في الارتقاء الى واقع صحي مقبول يساعد الانسان و يمكنه من متابعة مشواره في الحياة.

بل ان زيادة تدفق المال من قبل الجهات المسؤولة عن دعم المكتب هي السبيل الوحيد في انتشال الحالة الصحية المزرية التي يعاني منها المريض و الذي ان وجدت له طرق العلاج فذلك باجور مرتفعة.

و لنحاول ان ناخذ عينة من اللاجئين الذين راجعوا المكتب من اجل معالجتهم حسب الترتيبات المتبعة و طرق تناولها من قبل المكتب و بالتعاون مع مجلس كنائس الشرق الاوسط الذي حسب علمي هو الجهة التي تتكفل في صرف الاجور و المستحقات الى المستشفيات و التي تقوم باجراء اللازم للمريض و العيادات الطبية و غير ذلك. لقد داب مجلس الكنائس على التقليل من المعانات والماسي التي يعاني منها اللاجئ العراقي في لبنان و ان كانت محدودة فهذا ليس دنب المجلس الآنف الذكر و انما التقصير سببه الجهات التي تزود المجلس بالمساعدات لذا نود ان نشير الى ان الحالة الاقتصادية و الصحية التي يعاني منها الكثير من الشباب العراقي و عوائلهم انما ستؤدي في المستقبل القريب الى كارثة انسانية لذلك نطالب الجهات المسؤولة عن الملف العراقي بالتحرك للاسراع في انتشال الانسان العراقي من مازقه هنا و من ثم اخراجه و تفريغه من مناطق التوتر الحادة بصفة عامة.

ثم استعرض السيد الموسوي بعض العينات و طالب المسؤولين عن حقوق الانسان و مفوضيه شؤون اللاجئين بتقديم المساعدات العاجلة لحل ازمة اللاجئ العراقي في لبنان.

و جاء في تقريره عن الحالة الاقتصادية للاجئين العراقيين:

و ترتبط الحالة المعاشية التي يعيشها الفرد العراقي، هنا، بالحالة الاقتصادية مباشرة و ترتبط الحالة الاقتصادية بدورها بظروف اقتصاد البلد، و حجم الانتاج، و قدرته و حيث ان لبنان تعاني من مشاكل اقتصادية ثقيلة و هي مديونة باكثر من 17 مليار دولار.. و عجزها السنوي بتزايد مستمر نتيجة التضخم و البطالة، فان الفرد اللبناني ذاته لا يزال يعاني، ان لم نقل سحقا تحت مطرقة ظروف بلاده السياسية و الاقتصادية و قبل فترة و جيزة من هذا العالم، حدثت احتجاجات عمالية ضد ظروف العمل الشاقة، و ازمة العمل، هنا، لا يجد المشرد العراقي المنكسر نفسيا و الذي يعاني عقد اضطهاد تشل ارادته بالكامل ما يمكن ان يسد رمقه. و ان وجد فرصة نزرة فكونه غريبا و غير محمي من جهة فان المدفوع له لا يساوي شيئا. و لربما لم يسلم عراقي مر من هنا من ان يكون ضحية لارباب العمل و اصحاب المشاريع الوهمية. اما المساعدات المدرجة على جدول مكتب الامم المتحدة في بيروت، فرغم الجهد المبذول من قبل المختصين و رغم مواظبتهم للسيطرة على الحالات النافرة و البائسة، لكن ظروف الميزانية المصروفة للمكتب لا تعادل حجم الازمة و لو عشر الازمة.

لذلك تظهر حالات التبرم بشكل دائم و يزيد من الطين بلة ان العراقيين يعرفون ان بلدهم هو بلد الثروات و الخيرات التي يتمتع بها النظام العراقي فيما هم و اطفالهم يموتون في العراء و الغربة مسحوقين، و الاكثر اذلالا ان بلدهم العراق. قد سدد المدفوعات المتوجبة لانضمامه لهيئة الامم المتحدة التي تمارس ضغطا ضد الامم المتحدة، لا تزال مديونة و تماطل في دفع مستحقاتها.. و رغم ذلك فان (اللاجئ) العراقي.. مرفوض تماما.. و لا يصرف له من حقوقه شئ يذكر و لو جبنا لبنان و عملنا زيارات ميدانية للاسر العراقية فان العار سيكللنا، فهنا طفل لا يستطيع الحصول على ثمن نار الشتاء. و هنا رجل كبير لا يستطيع ان يعمل و يتضور جوعا. و هنا شاب اجلسه العوز تماما فهو ينام تحت جسر الكولا…

و استعرض السيد قيس الموسوي حالات مؤلمة عن وضع العراقيين في لبنان مطالبا التواصل و التكاتف لانقاذ الجالية العراقية، و وضع حد لمآسيه.