ضابط في مخابرات صدام ، تدرج في عدة مناصب حساسة في اجهزة صدام الامنية لكنه هرب الى الاردن فيما بعد بعد ان احس بقرب تصفيته من قبل النظام .  وهو كان احد اعضاء لجنة تشرف على سجن ابي غريب مكونة من ضباط من المخابرات والامن الخاص والامن العامة . يتحدث عن واحدة من ابشع جرائم صدام والبعث ، واترك الحديث له عن هذه الجريمة المروعة لكي ياخذ العراقيون عبرة ودرسا من تاريخ صدام والبعث فلا يغفلوا عما يراد بهم …..

يقول خالد الجنابي :

بتاريخ 15 / 3 / 1998 صدر امر بتطهير السجون العراقية عبر تشكيل لجنة من الإستخبارات والأمن العام والجهاز الخاص والمخابرات العامة .

كان سجن (أبو غريب) مقسماً إلى سجن عسكري خاص و سجن مدني .

وقد صدر أمر بتعيين مشرفين على سجن أبي غريب بتاريخ 15 / 3 / 1998 ، وهم :

النقيب عباس حسين علي ، من الإستخبارات العامة

قاسم كريم حمد القيسي ، من الأمن العامة

سعدون فرحان عبد الدوري ، من جهاز الأمن الخاص

النقيب خالد عزيز الجنابي ، من مديرية المخابرات العامة

كان واجبنا ، كما قال خالد ، هو الإشراف على السجناء و متابعة التنفيذ ، مثلا إذا إنتهت مدة السجن والمسجون لازال في السجن و لم يطلق سراحه ، فإننا نقوم بالكتابة عنه وننتظر الأوامر التي تصلنا بشأنه .

وكل وجبة من المشرفين على السجن تتبدل كل عشرة أيام .

وعندما أردت الذهاب إلى بيتنا في يوم 26 / 4 / 1998 قال لي مدير السجن يجب أن أبقى مع الآخرين لأن مسؤولاً كبيراً سوف يزورنا .

فوجئنا في الساعة السابعة و النصف مساءاً بأن الحرس الخاص قد ملأ السجن ، و علمنا من خلال الحرس الخاص بأن قصي صدام سيزورنا .

و بالفعل فقد جاء قصي و رحبنا به ولا حظنا بأنه كان يعرف أو “يندل” المكان الذي جاء من أجله . فقال قصي لمدير السجن العقيد حسن العامري، أريد أن أتجول في السجن . كان عندنا في السجن تقريبا 2000 سجين، وقد وجهت لهؤلاء إتهامات باطلة ، إذ كان أكثرهم فقراء من الجنوب وتهمهم أنهم يشتغلون مع المعارضة، أو أنهم يهربون دائماً من الجيش، أو ينتمون إلى حزب معين ، من أجل أن يطبقوا عليهم عقوبة الإعدام . و أكثرهم محكومون بعقوبات خفيفة، حتى ان قسماً منهم إنتهت مدة حبسه، وقسماً منهم آخر ينتظر الإفراج، ولم يصلنا في حينه أي قرار بشأنهم من ديوان رئاسة الجمهورية، فقلنا لقصي نحن ننتظر أمر رئيس الجمهورية ، لكي نتخذ الإجراءات بشأنهم .

لكن قصي المقبور قال للعقيد حسن العامري ، إنتو لازم تنزلون بيهم عقوبة الإعدام كلهم.

يعني اعدام ألفين عراقي هذه كارثة؟

قال قصي للعقيد حسن العامري إنت تنفذ الإعدام و سوف يصلك أمر الرئيس بعدين .

قال له : سيدي ، إن هذا العدد كبير ولا نقدر أن نخلصه .

قال قصي :

هذا الأمر من قصي صدام وأنك تنفذه، و سيأتيك الأمر الرئاسي.

أوعز لنا العقيد حسن العامري بأننا سنبدأ بالإعدام في الساعة السادسة صباح غد . ثم قال قصي :

سأترك عندكم ضباطا من الجهاز الخاص يشرفون عليكم.. ثم مضى !!

قال خالد الجنابي :

 كانت لدينا في سجن أبي غريب خمس مقصلات . تنفذ بالعسكري عقوبة الإعدام

والقسم الثاني شنقاً .

يقول خالد الجنابي بدأنا بالإشراف على عمليات الإعدام و الشنق لألفين عراقي بريء من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة التاسعة مساءً .

أمر قصي بإعدام الألفين عراقي دون الرجوع إلى والده .

و بعد الإنتهاء من شنق و إعدام ألفين عراقي إتصلنا بقصي و أخبرناه بأن المهمة انتهت . فأجاب أعطوا جثثهم إلى أهاليهم و الآخرين أدفنوهم في المقبرة الخاصة (مقبرة الكرخ) . وقد وضعت أرقام وليس أسماء لكل قبر من قبور المدفونين.

و يستطرد خالد قائلا :

 لقد دامت عمليات تسليم و دفن الجثث ستة أيام . و أنا أعرف المقبرة جيداً،

وأستطيع المساعدة في تشخيص أسماء الشهداء الذين دفنوا بها من خلال قائمة أرقامهم .

ينهي خالد الجنابي قصة الموت قائلاً:

– هذا ما حصل في (ابو غريب)، فماذا أقول عن مجازر لا تقل بشاعةوفظاعة حصلت في سجن الرضوانية ومعتقلات الحاكمية، وغيرها دون ان يعلم بها العراقيون وغير العراقيين…