بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ … أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ مريم: 38.

تحل على المجتمع الدولي ذكرى احداث سبتمبر، تلك الذكرى التي لا تزال تداعياتها الانسانية تعود على البشرية بالمعاناة، وعلى المسلمين بالويل والثبور، نظرا لمآلات السياسة الامريكية إزاء تلك الحادثة في الماضي والمستقبل على حد سواء.

فكما يدرك الجميع ان احداث الحادي عشر من سبتمبر كانت في حقيقة الامر سوء تقدير وتقصير متعمد من قبل السلطات الامريكية، التي استخفت بتنظيم القاعدة الارهابي ولم تتخذ التدابير المناسبة للحد من خطره، سواء على صعيد بلدان العالم او على صعيد الولايات المتحدة الامريكية بحد ذاتها.

فما اسفر من تلك الهجمات الدموية كان ولا يزال عالقاً في نفوس الانسانية جمعاء، خصوصا بعد سقوط آلاف الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح عقب التفجيرات، الا ان ذلك لم يدفع الادارات الامريكية المتلاحقة على تعديل سياساتها ازاء قضايا الشعوب ومصيرها، فها هو المجتمع الدولي ينزف جراء الاحداث التي تلت هجمات سبتمبر عندما ارتأت الولايات المتحدة ارسال قواتها الى افغانستان والعراق وغيرهما دون تدبر او تردد، ليشكل ذلك جرحاً غائراً في صميم الأمة الاسلامية من الصعوبة بمكان التئامه.

وترى منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) في مجمل سياسات الولايات المتحدة الخارجية بعد احداث سبتمبر انحدار سلبي كبير، اضطربت على اثره مختلف دول العالم وتأثرت به، وتسبب للكثير من الشعوب الاسلامية بالمعاناة والآلام، بمقابل الا مبالاة الخطيرة الصادرة عن الادارات الامريكية المتعاقبة.

لذا تدعو المنظمة الولايات المتحدة الامريكية الى مراجعة طبيعة سياساتها الخارجية، خصوصا في يتعلق بالشؤون العسكرية والحربية، لافتة الى ضرورة الكف عن تأجيج الحروب والصراعات المسلحة حول العالم، وعلى رأس ذلك وقف الحرب الغاشمة على الشعب اليمني، ووقف دعم الجماعات المتمردة في ليبيا وسوريا وغيرها من الدول الاسلامية، الى جانب اعادة النظر بموقفها ازاء القضية الفلسطينية بشكل حيادي ونزيه.