بلغ عدد المسلمين في العالم ألف وخمسمائة مليون -حسب بعض الإحصاءات الرسمية- يوحدهم الكتاب العزيز والسنة المطهرة والدين الحنيف، وهم شعوباً وقبائل مبعثرون جغرافياً وإقليمياً ولغوياً، وبالطبع ليتعارفوا. إلاّ أنك تراهم قبائل وشعوباً متباغضين ومتنازعين، وفاشلين و… وذهبت ريحهم. فبعضهم تحت سيطرة الاستعمار السياسي والاقتصادي، أو الثقافي، والبعض الآخر يُستغل بما في الحكمة من معنى! وبعضهم يفتخر بقوميته وقبليته وإقليميته ولغته ولم يفتخر بدينه ومعتقداته، ولماذا؟

هذا رسول الله معلم الإنسانية جاء ليتمم مكارم الأخلاق ويضع عن الشعوب الإصر والأغلال التي كانت عليهم، وهكذا خلفاؤه سائرون على نهجه بالأخلاق الحسنة والتعامل السليم مع الشعوب والثقافات وبالتي هي أحسن. نحن -مع خلفياتنا الثقافية الغنية- سائرون في نهج يبتعد عن الإسلام والرسول والخلفاء كل البعد، ونقترب لأعداء الإسلام كل القرب وبالأساليب المختلفة. فهم مع تاريخهم المظلم ابتعدوا عن العنف والإرهاب والحروب الدموية و… ونحن بدأنا بها مع تاريخنا المشرق والمليء بملكة اللاعنف والبعد الكامل عن الإرهاب والعنف و… فلماذا؟

هل يا ترى، لأننا ابتعدنا عن الله سبحانه وتعالى وأصبحنا طرائق قدداً، ولذلك أصبحت معيشتنا ضنكاً… وماذا يعني تقدم الأمم والشعوب في المجالات المختلفة من العلوم والتكولوجيا و… بالإضافة إلى الأمن والاستقرار والسلام والعيش المشترك، وقضايانا في فلسطين وأفغانستان، وأريتريا، وأثيوبيا، والفليبين وأندونيسيا والسودان و… وما هي الدوافع والأسباب؟

وماذا يعني قول محمد عبده -العالم المصري- عند  عودته من فرنسا: رأيت في الغرب الإسلام ولم أر مسلمين، ورأيت المسلمين في بلداننا ولم أر إسلاما؟

وهل هذا يعني أنهم أخذوا منّا كل شيء، ونحن أخذنا منهم كل شيء؟؟

هل المباراة ناتجة عن الثقافة والوعي

وتهدف إلى اللاعنف المطلق

أو أنها عطاء للمفاوضات

وعلىحساب الشعب؟