قال أحد الأفاضل: كيف يمكن لبعض المراجع عدم إبداء الرأي حول قضايا ربما كانت مصيرية مع وجوب التولي والتبري؟

فأجابه فاضل آخر: المواقف تتصور في ثلاث:

الايجابي لصالح المبدأ، السلبي تجاه القضية.

السلبي تجاه المبدأ، الإيجابي تجاه القضية.

أو المرور مرور الكرام، وعدم إظهار الموقف لظروف عديدة.

وهذا الموقف الأخير اعتبره القرآن الكريم من صفات المؤمنين حيث قال : ((وإذا مروا باللغو مروا كراما)) وقال: ((قالوا سلاما)).

وقال بعض آخر: أو يكون عدم الإدلاء بالرأي من باب أمت الباطل بموت ذكره؟

وعلق آخر بقوله: ليس المهم إظهار الموقف بقدر ما هو المهم اتخاذ الموقف وإن لم يُعلن عنه نظراً لوضع الأمة الإسلامية وظروفها ومصالحها.

بالإضافة إلى أنه يجب علينا أن نحترم قرار المرجعية واستقلاليتها في اتخاذ القرار، وأن لا نضع لها برنامجاً معيناً ونطالبها باتخاذ الموقف. إذ الكلمة الأولى والأخيرة للمرجع لا لغيره.

ثم تابع قوله: يا ترى من هو المستفيد من ضرب هذا وذاك؟ وهل الطائفة هي المستفيدة من تضارب أبنائها، أو هي المتضررة الوحيدة في المسألة؟ وهذا لا ينافي الحديث الشريف حيث قال المعصوم: (إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه).

إذ المطلوب في الحديث -بعد إثبات كون الموضوع من البدع- إظهار العالم العلم واتخاذ الموقف، لا كيفيته. فربما يكون السكوت والمرور مرور الكرام أفضل موقف يتخذه الإنسان.