بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ

صدق الله العلي العظيم

رصدت منظمة اللاعنف العالمية قيام السلطات الموريتانية باعتقال عددا من الناشطين الحقوقيين اثناء تظاهرة سلمية مناهضة لانتهاكات حقوق الانسان، مما يعد خرقا سافرا للمواثيق الدولية والاعراف الانسانية، الامر الذي يكرس دون شك نهجا قمعيا يؤشر على تدهور خطير في هذا المرفق الاجتماعي.

وأشار بعض الناشطين الحقوقيين الى قيام السلطات الموريتانية في بتفريق عنوة تظاهرة سلمية طالبت بتحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين، قبل ان تقوم قوى الامن باعتقال قادة التظاهرة وعلى رأسهم الناشط الحقوقي ولد اعبيد الحاصل على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2013، حيث تذرعت السلطات ارتكابها تلك الانتهاكات بعدم وجود ترخيص لتنظيم التظاهرة.

وتلفت المنظمة الى ان ردة فعل الحكومة الموريتانية السلبي يدل على انها لا تزال ترعى وتشجع بشكل سافر وصارخ ظاهرة الرق والعبودية التي عفى عنها الزمن وادانتها القوانين الدولية ومواثيقها.

وتشير الاحصائيات الميدانية الى ان موريتانيا تضم أعلى نسب العبيد الذين يمثلون 4% من سكان البلاد ويرث العديد من الأشخاص في هذا البلد العبودية عن أسلافهم، حيث يجبر الاشخاص على أداء الأعمال التي يقومون بها، ويخضعون للبيع والشراء، فيما يتم استغلالهم جنسيا من أجل المال.

لذا تدعو المنظمة الحكومة الموريتانية الى مراجعة سياساتها الخاطئة على هذا الصعيد الانساني، والالتزام بقرارات مجلس حقوق الانسان العالمي، والحد من ظاهرة الرق والعبودية، فضلا عن الافراج السريع عن الناشطين والحقوقيين ممن تم اعتقالهم.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: النَّاسُ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمِشْطِ ، وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ, وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ, وَلا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لَكَ مِنَ الْحَقِّ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ.