توجه منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) تحذيرها الشديد لشعوب الشرق الاوسط والعالم الاسلامي و العربي من فحوى التهديدات الاسرائيلية الاخيرة حول ايران وما جاء في سياق ذلك من نوايا مفضوحة لشق صفوف الشعوب الاسلامية عبر منطق عنصري يستثمر الاختلافات المذهبية بين السنة والشيعة.

فما جاء في خطاب ما يسمى رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي السابق عاموس يادلين حول عدم اسف الشعوب العربية في حال تعرض ايران لضربة عسكرية ينم عن سابقة بالغة الخطورة، يبرز من وراءها مخطط يمهد لأجندات مشبوهة تسعى في النيل من جميع البلدان العربية والاسلامية (حكومات وشعوب) على حد سواء، عبر جس نبض يسبق كما يبدو محاولة ترسيخ تشتت المواقف الرسمية والشعبية ازاء التهديدات التي تحيط بالأمتين، وهو ما يستدعي وقفة جادة من قبل جميع المسلمين بكافة مذاهبهم تتصدى للمخططات الاسرائيلية التي تسعى للهيمنة والتوسع وترسيخ اغتصابها للأراضي العربية.

فسلامة ايران (ارضا وشعبا) كانت ولا تزال مصدر اطمئنان لجميع دول المنطقة وشعوبها، على الرغم من بعض الخلافات الرسمية التي تتخلل الاجواء والعلاقات الدبلوماسية بين الحين والاخر، سيما ان ايران تمثل توازن قوى واعتبارا ينسحب لصالح الدول العربية ويقي عدم تمادي اسرائيل في اعتداءاتها وجرائمها بحق شعوب المنطقة، فضلا عن الاضرار المباشرة وغير المباشرة التي ستنجم عن أي حرب في المنطقة لا تذر نيرانها اخضرا او يابسا، ولا تبقى للحضارة اثر قد تضيف الى الشرق الاوسط افغانستان جديدة، او دولة ضعيفة ومنهكة مثل ليبيا والعراق ولبنان لا حول لها ولا قوة وتفتقر الى ابسط مستلزمات الحياة، وهو سيناريو سبق وان اعلنت بعض الدوائر الغربية عن نية تنفيذها لإسقاط الحكومات العربية واحدة تلو الاخرى لغايات في نفسها.

(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير(.

لذا تلفت منظمة اللاعنف العالمية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، الى اهمية التعامل الحازم مع المخططات الاسرائيلية وعدم السماح لها باستخدام الاجواء او الاراضي العربية لضرب ايران او محاولة استهدافها، حرصا على عدم انفراط عقد الامة الاسلامية والعربية وخنوعها للغطرسة الاسرائيلية، بالإضافة الى ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك لضمان حل ديبلوماسي يجنب الحرب ويوفر الاطمئنان المطلوب من سلمية برنامج ايران النووي.