تحل الذكرى السنوية ليوم السلام العالمي في الحادي والعشرين من سبتمبر/ ايلول بخضم تهديدات وتوترات دولية كارثية، تتجاذب اطرافها انظمة سياسية وجهات تدل اجراءاتها عدم الاكتراث لما يمثله السلام العالمي من اهمية وجودية للبشرية جمعاء، تغلب في سلوكياتها الخارجية والداخلية مصالح فئوية وشخصية على المصلحة العامة لشعوبها ونظرائهم من الشعوب الأخرى.

اذ باتت تباشير الحروب الخطيرة تلوح بشكل واضح في افق المجتمع الدولي، بعد ان فشل الاخير في السيطرة واخماد الحروب الجارية، خصوصاً في مناطق الشرق الاوسط الذي يمثل اهمية قصوى في قلب العالم البشري، سواء كانت تلك الحروب بين دولة وأخرى او حروب داخلية واهلية مكلفة.

فيما تنعكس سياسات الدول الداخلية احيانا على شكل مسببات لزعزعة السلام وتهديد الامن الاجتماعي، لا سيما في الدول التي تعاني من سياسات قمعية ومصادرة للحريات وزج معتقلي الرأي والمعارضين في غياهب السجون والتغييب القسري مع الاسف الشديد.

وعلى صعيد متصل لا يقل خطورة في تهديد السلم العالمي، تعتبر سياسات الدول العظمى في نطاق الاجراءات البيئية والمناخية تحدياً بالغاً اسفر عن تداعيات مميتة، عندما تعمدت غض الطرف عن ممارساتها المضرة بالمناخ الدولي المتعلقة بانبعاثات كربونية ترتب اثرها ما يعرف بالاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية، التي اسهمت بشكل فاعل في تضرر اقتصاديات الدول النامية واندلاع الحروب الاهلية بسبب نقص المياه والموارد الى جانب المحصلة الاخيرة المتمثلة بالهجرة الجماعية لأسباب بيئة.

كل تلك السياسات اسفرت ولا تزال عن تصدع خطير على الصعيد الانساني، مما يستوجب مراجعة شاملة قادرة على تقويم الممارسات الدولية وبلورة اتفاقيات ملزمة للحد من هذه العواقب المؤلمة، وهو ما تلفت اليه منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) في بيانها، مؤكدة على اهمية احياء يوم السلام العالمي وترجمته بإجراءات عملية وفعلية.

وتختتم المنظمة بيانها بتوجيه دعوة الى دعاة السلام حول العالم للمشاركة في احياء هذا اليوم المهم من خلال تفعيل ادوارهم وادواتهم ودعواتهم التي تصب في المصلحة الانسانية الكبرى.

والله ولي التوفيق