بسم الله الرحمن الرحيم

( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) صدق الله العلي العظيم

عدة سنين مضت والشعب اليمني منكوب تحت وطأة الحرب الداخلية والخارجية، مع غياب بصيص أمل يئد الفتنة ويضع حداً للقتال، مع عجز وتخاذل مؤسف من قبل المجتمع الدولي والهيئة الأممية المتحدة في التعامل الجدي مع النكبة التي حلت بدولة اليمن.

فالجوع والعوز والحرمان ونقص الإمدادات الغذائية والطبية وتداعيات كل ذلك الذي تمثل بآلاف القتلى والجرحى ظواهر مستمرة منذ اندلاع القتال، كانت النساء والأطفال والشيوخ الحلقة الأضعف في خضم هذا الصراع الدموي، فيما كانت للأوبئة الفتاكة ظهيراً لأدوات الحرب القاسية على المدنيين، الأمر الذي فاقم بصورة خطيرة حجم البؤس والضياع للشعب اليمني المسكين.

ومع اجتياح جائحة كورونا التي لم تثتني أمة عن سواها أو شعب دون أخر، يرتهن الشعب اليمني بيد وسيلة جديدة للموت الجماعي خصوصاً مع غياب شامل لمراكز الرعاية الطبية المفترض توفرها داخل اليمن، وهذا ما يستدعي وقفة إنسانية عالمية لإعادة النظر بالمواقف الدولية الهزيلة واللامبالاة إزاء هذا الشعب المبتلى.

أن منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) تطالب بشدة المجتمع الدولي بكافة أطيافه إلى التدخل العاجل لوقف الحرب اولاً دون قيد أو شرط، وإتاحة الفرصة أمام المنظمات الدولية والهيئات الطبية لتدارك الوضع المتدهور على الصعيد الصحي والمعيشي، وتأمين وصول الإمدادات الغذائية والأدوية والأجهزة الطبية.

وتشدد المنظمة على أطراف النزاع في الوقت ذاته إلى وقف الاقتتال والركون إلى الحوار والتفاهم لا سيما بعد أن أثبتت الحرب أن الجميع خاسر فيها ولا جدوى منها سوى مزيداً من الألم والموت والمعاناة.

وتقف على رأس المطالب المعنية بأطراف النزاع إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والحد من معاناتهم، فضلاً عن إطلاق معتقلي الرأي والعقيدة ممن سقطوا أسرى بيد من يتقلد السلطة في صنعاء وعدن والرياض.

إذ تلفت المنظمة إلى أن جماعة أنصار الله اعتقلت دون مبرر العديد من المدنيين العزل على خلفية فكرية، سواء كانوا شيعة أو سنة وهذا يعد انتهاك خطير يستدعي مراجعة للمواقف يسهم في إطلاق سراحهم جميعاً، أسوة بأسرى الحرب المفترض عتقهم من السجون.

كما تدعو المنظمة السلطات السعودية إلى تغليب المصلحة الإنسانية على المصالح السياسية والعسكرية والاقتصادية في تعاملها مع اليمن، والجنوح إلى فتح صفحة جديدة للسلم وحسن الجوار بين البلدين، تفضي الى مصالحة شاملة تنهي الانقسام الحاصل.

والله ولي التوفيق