بسم الله الرحمن الرحيم

وأية لهم الأرض الميتة احييناها واخرجنا منها حباً فمنه يأكلون صدق الله العلي العظيم

 

يقف المجتمع الدولي اجلالاً لإحياء اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، في تعبير جلي يظهر مدى وخطورة هذه الظاهرة إنسانياً وبيئياً، خصوصاً بعد تنامي العديد من الافرازات التي تشكلت بسبب التصحر والجفاف الذي ضرب أجزاء كبيرة من مساحة كوكبا الأرضي.

إذ لعبت عدة عوامل من صنع الإنسان نفسه دوراً مباشراً في تشكل هذه الظاهرة، خصوصاً بعد شيوع ما يعرف بالاحتباس الحراري، فضلاً عن ندرة المياه الصالحة للزراعة، وغياب متعمد للتخطيط والاهتمام من قبل عدة أنظمة رسمية حول العالم.

وبات الإرهاب والعنف والتطرف والهجرة وانتشار الأوبئة والأمراض وجملة من الظواهر الإنسانية والصحية تنتشر على قدم وساق بين المجتمعات البشرية، مخلفة نتائج كارثية يدركها القاصي والداني، كلفت الإنسانية ثمناً باهضا  كان من المستطاع تدارك الأمر لو جرى التعامل مع ظاهرة التصحر بمهنية بعيدا عن الحسابات السياسية والاقتصادية المشبوهة.

إذ ترى منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) أن سكان الأرض من البشر بكافة اعراقهم واطيافهم بحاجة جادة وعاجلة لمعالجة ملف التصحر والجفاف، وفق رؤية بعيدة الأفق تتجاوز المصالح المحدودة، حيث بينت النتائج أن العالم بات متأثراً ببعضه، ولا يمكن فصل جزء عن جزء، خصوصاً فيما يتعلق بالشؤون المشتركة والتي تقف ورائها البيئة وظواهرها في طليعة تلك الشؤون.

لذا تطالب المنظمة في هذه المناسبة العالمية باتخاذ المجتمع الدولي إجراءات شاملة وفاعلة على صعيد مواجهة التصحر والجفاف والتصدي لهما، وعلى أسس علمية وأكاديمية قادرة على الحد من اتساع هذه الظاهرة ومحاصرتها.

داعية في الوقت ذاته الدول والمجتمعات إلى الاهتمام بقضية التشجير والاستصلاح والبحث عن بدائل علمية لمواجهة شحة المياه ومواسم الجفاف، عبر الاستفادة مما يطرحه العلماء في هذا الصدد.

وتؤكد المنظمة على أن التدبير والترشيد باستعمال المياه في السقي الممكنن بات ضرورة ملحة لترشيد استخدام المياه والاستفادة القصوى لتوسيع المساحات الخضراء، خصوصاً أن هناك تجارب ناجعة في هذا المضمار.

والله ولي التوفيق والسداد