كبائر الذنوب من المواضيع المهمة التي كتب فيها الكثير وكان مم كتب فيها كتاب نزهة البصائر في معرفة الكبائر للشيخ إبـراهيم خازم العاملي. جاء فيه بيان الذنب وما يتعلق به وما هي الذنوب الكبيرة وكما يلي.

الذنب لغة هو الإثم والجزم والمعصبية ـ لسان العرب ـ وفي الإصلاح هو عبارة عن ارتكاب فعل منهي عنه أو ترك فعل مأموربة وكذا القول والإقرار ويطلق لفظ الذنب على ما ذكر سواء استلزم عقوبة دنيوية أو أخروية والذنب له مسميات ففي القرآن الكريم يسمى التعدي على حدود اللـه آية 14 سورة النساء وعلى لسان المعصومين لفظ (الجرم) بدل الذنب وكذلك تسمى بالخطايا والمعاصي لكن بالنتيجة كلها تؤدي إلى مخالفة الأوامر والنواهي الإلهية، ثم تعرض إلى النية في الذنب وهل يحتاج الفعل إلى نية أم لا لكي يسمى ذنباً اختلف العلماء في هذا لكن خلص بالنتيجة بأن النية إلى الذنب ذنب أخلاقي وليست ذنباً فقهياً داخلاً في عالم الحرمة والعصيان والعقوبة ويؤيده كون الروايات الدالة على النية إلى الذنب ذنب أكثرها روايات أخلاقية وليست روايات فقهية، ثم معرفة أثر وعقوبة الذنب فقال: أن للذنوب آثار ذهنية وقلبية وجوارحية، وأن لها عقوبات دنيوية وأخروية، فردية على المستوى الشخصي وجماعية بالنسبة إلى المجتمع العام، ثم قسم الذنوب إلى قلبية جوارحية فالقلبية ما يتحقق العصيان فيها من خلال النية الباطنية فلا يكون ظاهر العمل معصية بل الذنب يكون في القصد منه مثل الرياء والعجب والنفاق، أما الذنوب الجوارجية فهي التي يكون العصيان فيها بالفعل الخارجي لا بالنية الخفية وتسمى جوارحية لكونها تفعل بالجوارح مثل الغيبة للسان والسرقة لليد، ثم تقسيم آخر للذنوب وهو كبائر وصغائر وفي هذه المسألة مسلكان الأول يقول بأن الذنوب كلها كبائر لكن بعضها هو أكبـر من بعض والثاني يقول: بأن الذنوب كبائر وصغائر وكل له دليله أو مبناه وكما هو موضح في شرح الكتاب ثم ما هي الموازين التي يعتمد عليها في ثبوت الكبيرة قال: وكما ذكر الأصحاب (رض) هناك عدة موازين لمعرفة الكبيرة إلاّ أن الأساس منها ثلاثة وهي 1ـ هو ما توعد اللـه عليه النار في القرآن أو السنة المعتبـرة 2ـ هو أن الكبيرة. هو ما ورد عليه النص المعتبـر 3ـ هو أن الكبيرة. هو ما ورد عليه الدليل الشرعي من النص أو الدليل العقلي من كونها أعظم أو أكبـر من الكبائر الثابتة مثل الفتنة أكبـر وأشد من القتل.

وهناك موازين أخرى أقل انطباقاً من الأولى في معرفة الكبيرة وهي 1ـ ما عدة أهل الشرع عضيماً 2ـ كل ذنب لا تقبل شهادة صاحبه 3ـ كل ذنب يوجب حداً 4ـ الكبائر محصورة في سورة النساء 5ـ كل ذنب يؤذن بقلة اعتناء فاعله بالدين 6ـ كل ما شدد الشارع الأقدس عليه ـ فعلاً وتركاً ـ بما يفهم كونه أعظم مما توعد اللـه عليه النار كأن يعلن اللعن أو البـراءة من فاعله، أما معرفة عدد الكبائر فلا سبيل إليه لأنه بحث في المصاديق لكنه واضح من السؤال التالي، عن سعيد بن جبير أن رجلاً سأل المفسر الشهيد عبد اللـه بن عباس (رض) الملقب بـ (حبـر الأمة) قال الكبائر سبع؟ فقال (رض) هي إلى السبعمائة أقرب منها إلى السبع غير أنه لا كبيرة مع الاستغفار ولاصغيرة مع الإصرار، ثم عرض الروايات الجامعة للكبائر، ثم أوضح أن الكبائر منصوصة وغير منصوصة، فالمنصوصة هي الكبائر التي ورد النص صريحاً على كونها من الكبائر كما هو الحال في الروايات التي تعدد الكبائر، أما الكبائر غير المنصوصة فهي على نوعين. كبائر منصوصة العلة، وكبائر مستنبطة العلة، فالكبائر منصوصة العلة: هي الكبائر الواقعة تحت الميزان الأول لثبوت الكبيرة حيث أن العلة منصوصة هي التوعد بالنار، أما الكبائر المستنبطة العلة فهي التي لم يرد النص فيها بل علتها مستنبطة من بقية الأدلة كالدليل العقلي مثلاً وهناك تقسيم آخر للكبائر إلى عقائدية وفقهية، فالعقائدية هي الكبائر الواقعة في إنكار الضروريات العقائدية لكون إنكار الضرورة الدينية كفر باللـه سواء في العقيدة أو غيرها، والفقهية هي الواقعة في إنكار الضروريات العبادية والمعاملات والعلة فيها واحدة وفيما يلي عرض لبعض الكبائر العقائدية 1ـ الشرك باللـه 2ـ اليأس من روح اللـه 3ـ القنوط من رحمة اللـه 4ـ الأمن من مكر اللـه 5ـ قتل النفس المحترمة 6ـ عقوق الوالدين 7ـ قطيعة الرحم 8ـ أكل أموال اليتامى ظلماً 9ـ أكل الربا 10ـ الزنى 11ـ اللواط 12ـ قذف المحصنات 13ـ السحاق 14ـ الاستمناء 15ـ القيادة 16ـ الدياثة 17ـ شرب الخمر 18ـ القمار 19ـ الفرار من الزحف 20ـ السحر 21ـ الغلول 22ـ ترك الصلاة متعمداً 23ـ منع الزكاة المفروضة 24ـ ترك الخمس 25ـ حبس الحقوق من غير عسر 26ـ ترك الصيام متعمداً 27ـ الاستخفاف بالحج 28ـ الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف 29ـ التعرب بعد الهجرة 30ـ الكذب 31ـ البهتان 32ـ اليمين الغموس الفاجرة 33ـ شهادة الزور 34ـ كتمان الشهادة 35ـ نقض العهد 36ـ الحيف في الوصية 37ـ الخيانة 38ـ أكل الميتة 39ـ أكل الدم 40ـ أكل لحم الخنزير 41ـ أكل ما أهل لغير اللـه به 42ـ السرقة 43ـ أكل السحت 44ـ الإسراف 45ـ التبذير 46ـ نقص المكيال والميزان 47ـ الاحتكار 48ـ الرشوة 49ـ الغش 50ـ المكر والخديعة 51ـ كفران النعمة 52ـ الركون إلى الظالمين 53ـ معونة الظالمين 54ـ المحاربة لأولياء اللـه 55ـ استحلال البيت الحرام 56ـ أذية المؤمن 57ـ الغيبة 58ـ النميمة 59ـ الحسد 60ـ الرياء 61ـ العجب 62ـ الكبـر 63ـ الاشتغال بالملاهي 64ـ الغناء 65ـ الموسيقى 66ـ البدعة 67ـ إنكار ما أنزل اللـه 68ـ إنكار حق المعصومين 69ـ استحقار الذنب 70ـ الإصرار على الصغائر. ثم الحق لما تقدم بعض الكبائر وعنونها بعناوين…. التتمة في العدد القادم.