محمد يوسف إبـراهيم شاب هندي في الثالثة والعشرين من عمره، رفض الإفضاء باسمه قبل الإسلام تجنباً لمشاكل عائلية. هو من مواليد مدينة «جوا» التي تقع في الجزء الغربي من الهند. أتم دراسته الجامعية في علوم الرياضيات والكومبيوتر في مانشيستر. نزح إلى لندن مع أسرته عام 1969م، ولم يكن يعلم أن رحلته الطويلة من الهند إلى إنجلترا ما هي إلا بداية لرحلة أخرى على طريق الإيمان.

يقول محمد أنه نشأ في أسرة مسيحية محافظة، واعتاد الذهاب إلى الكنيسة كل يوم أحد، وكانت نظرته للأديان أنها شيء يولد مع الإنسان، ومن العبث مناقشته إلى أن جاء اليوم الذي تعرف فيه على الإسلام. وهو يتحدث عن تلك المرحلة من حياته بزهو وإعزاز.

يقول: عندما حضرت إلى إنجلترا التحقت بالمدرسة الثانوية، وهناك تعرفت على الكثير من الجنسيات وديانات مختلفة، نشأت بيني وبين بعضهم صداقات وطيدة وخصوصاً زملائي من الهنود المسلمين. كنت وقتها في الرابعة عشرة من عمري، وكانت لي مع هؤلاء الأصدقاء مناقشات عديدة حول الإسلام والمسيحية. وبدأت تثور في نفسي أسئلة لم أعثر لها في ذلك الوقت على إجابات شافية.

عندما بلغ محمد الثامنة عشرة من عمره ـ وكان وقتها في نهاية المرحلة الثانوية ـ أرسلته أسرته إلى بلدة «لوردس» بالقرب من باريس لزيارة كنيسة «سانت بـرناديت» كما هي عادة الكاثوليك كل عام. وهناك دارت بينه وبين القاسوسة مناقشات حول عقيدة التثلث. وفي هذا يقول: علمونا أن المسيح ابن اللـه، وهو أحق بالعبادة، فهو على حد اعتقادهم ـ منقذ البشرية المنتظر ـ وهو جزء من اللـه كما تقول عقيدة التثليث، ولكن المسيح بشر مثلنا فكيف يكون إلهاً وهو كائن يمرض ويموت مثل باقي البشر؟ لم يستطيع القساوسة الإجابة على تساؤلاتي ووقعوا في حيرة. وعدت من تلك الرحلة وقد عزمت على معرفة المزيد عن الإسلام.

عندما تكررت محاوراتي مع أصدقائي المسلمين عرفت أن المسيح رسول من عند اللـه بعثه اللـه بـرسالة سماوية. وزوده اللـه بمعجزات لتسهيل مهمته في دعوة الناس إلى التوحيد، فمنحه القدرة على شفاء المرضى وإحياء الموتى. ثم عرفت منهم أن الإسلام يعترف بالأنباء والرسل الذين جاءوا قبل محمد ـ صلى اللـه عليه وسلم

تحدث معي زملائي عن الرسول الأكرم خاتم المرسلين محمد (ص). وفسروا لي بعض آيات القرآن الكريم، شرحوا لي مبادئ الإسلام. فوجدت فيما قالوه الإجابات الشافية على تساؤلاتي الحائرة. ووجدت المنطق كله في عقيدة التوحيد التي جاء بها ومسيرة. وهو أعظم وأجل وأكبـر من أن يكون بشراً أو ابن بشر يصلب ويموت.

وعن قرار اعتناقه الإسلام يقول محمد: بدأت أشعر إنني على طريق رحلة طويلة وخشيت أن أفضي بما في نفس إلى أسرتي، ولم أقرر في ذلك الوقت اعتناق الإسلام إلا بعد أن أقطع شوط المعرفة كاملاً، حتى اعتنقته عن علم اقتناع كاملين. وبالفعل قضيت أربع سنوات في القراءة والدروس حتى جاء اليوم الذي اشهرت فيه إسلامي في مدينة مانشيستر عام 1983م.

وعندما سافرت إلى مانشيستر كنت أكثر إيماناً بـرسالة الإسلام العظيمة، وكلما قرأت كتاباً ازداد فهمي لمعرفة المزيد ووجدت نفسي أمام دين كامل يرسي قواعد المجتمع السليم على أساس من العدل والتكافل. كما أن كتاب اللـه أتى منذ 14 قرناً بما لم يأت به علماء العصر الحديث.

لقد انتهت من دراستي الجامعية وكان إشهار إسلامي في العالم الأول من حياتي الجامعية فاتحة خير لي، فلم أرسب في دراستي عاما واحداً، وقد ساعدني الإسلام على تنظمي حياتي، وأبعدني عن الرذيلة والموبقات.

ثم يختتم محمد كلامة قائلاً:

أدعوا لناس جميعاً لاعتناق الإسلام ففيه خلاص البشر وسلام الأرض.