تلقت صحيفة المغترب المسلم رسالة من احد الاخوة المهاجرين المسلمين في البلدان الاجنبية (الاوربية) يعرض فيها بعض الصعوبات والمشاكل التي يواجهها في حياته في بلد الغربة وأهمها مشكلة القانون ومخالفته – حيث يقول: انا كغيري من ابناء ذلك البلد ملتزم بتطبيق القانون أي قانون البلد الذي اعيش فيه وهذا ناتج اولاً من التعاقد الذي تم بيني وبين الدولة التي لجأت اليها حيث كان ذلك عند القبول بعد ان رددت القسم أو العهد (عهد الولاء) للدولة التي سوف اذهب اليها وثانيا هذا ما يوصي به علمائنا الاعلام من احترام قانون البلد الذي نحن فيه لكن المشكلة ليست في التطبيق كتطبيق وأنما لمخالفة ذلك عقائدنا وما ندين به. وفي امور مهمة جداً وأهمها سحب البساط من الاباء اتجاه ابنائهم حيث ان الدولة تعطي للطفل حماية قانونية وحرية التصرف في كل شيء، وعند محاولة الاب الضغط على الطفل ولو بضربة من باب التأديب يحكم عليه بالسجن أو الحبس أو حرمانه من ابنه وبالتالي تكون النتيجة اسوء حيث ان امكانية اللقاء به ثانية تكون معدومة أو شبه معدومة فأنا وأقراني لا نعلم الان ماذا نعمل. ان الالتزام بتعاليم السماء امر لابد منه ولا طاعة للمخلوق في معصية الخالق، ومخالفة القانون نتائجه كما ذكرت ولا وسط بين الامرين فما هو الحل أسعفونا يرحمكم الله.

* طبقاً لما سارت عليه الصحيفة من نظام وهو ايكال مهمة حل مثل هذه المشاكل إلى اصحاب الخبرة من العلماء الاعلام توجهنا بهذه المشكلة إلى ساحة آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر الخاقاني(دام ظله) ليضع النقاط على الحروف فأجاب مسدداً مشكورا.

حل مشكلة هذا العدد آية الله العظمى الشيخ محمد محمد طاهر الخاقاني(دام ظله)

ان الالتزام بالقانون تارة يستند إلى ناحية حفظ النظام وعدم ايجاد الخلل في الهيئة الاجتماعية وهذا مما يؤكده الإسلام فمثل عدم الالتزام بنظام المرور أو عدم اعطاء الضرائب التي فيها التكامل الاجتماعي أو عم رعاية التضامن الاجتماعي فأن الإسلام يمنعه وانما يلزم بتطبيقه وتارة اخرى النظام الذي يرتبط بالجانب الاخلاقي فاذا كان هذا النظام يسير على مخالفة النظام الاخلاقي الذي منشائه تعادل الصفات النفسانية فمخالفته غير مضر بل قد يكون واجباً ولا مانع من الاعلان عنه وأما ممارسة ضرب الاولاد فالاسلام حدد تلك الممارسة في حدود معينة وانما على الوالد ان يرعى ولده بكل ادب واخلاق رفيعة حتى يحس جهة الفرق بين الاخلاق الاسلامية الواقعية وبين الاخلاق الصورية وان ممارسة الشدة وغلظة الاخلاق في المجتمعات الاوروبية لا ينبغي تطبيقها بل يحرم اذا اوجب ذلك ردود فعل منعكسة على الطابع الاسلامي العام وعليكم بمراجعة ما كتبناه الطفل في خطى الإسلام.