البداية هي اساس كل عمل سواء كان هذا العمل ايجابي ام سلبي، فكما يقال ان مسافة  الالف ميل تبدأ يخطوه فالانسان عندما يكون في وضع مستقر و عندما يرغب في عمل و يبدأ به يكون قد تجاوز مراحل كثيرة منها التفكير والاعداد وصولاً إلى مرحلة التنفيذ وعلى الرغم من كل هذه المشاق نلاحظ ان الكثير من الاعمال والتصرفات غريبة ومشينة بحيث لو تعقلها أي شخص لوجد انها في الخطأ من الظهور مما لا يخفى ولو عكسنا هذه الحالة على المستويات العليا من التصرفات أي التي تهم المجتمع بأسره والتي تربط الدول فيما بينها لوجدنا ان هناك ثوابت اساسية لا يمكن تجاوزها قد تكون هذه الثوابت مبنية على اساس الدين أو القومية أو حق المظلوم في نصرة أخيه أو غيرها من الثوابت، وفي حالة تجاوز أي واحدة من هذه الثوابت لاي دولة تثار حولها الشكوك بل وتتخذ ضدها الاجراءات سواء على المستوى الواقعي الحالي أو المستقبلي فكيف هو الحال لو كان التجاوز على كل هذه الثوابت الاسلامية والقومية والانسانية؟

ففي صراع العرب مع اسرائيل لاغتصابها لارض فلسطين واحتلالها القدس والتي استمرت لحد الآن ما يقارب 50 عاماً نلاحظ ان المواقف الثابتة الشريفة للدول العربية والاسلامية بمساندة فلسطين في الدفاع عن حقها هي الحائل الاساسي دون الاحتلال الكامل لاراضي فلسطين وما حولها من الدول لكن بالمقابل نلاحظ المواقف الضعيفة المهزوزة لبعض الدول كان عاملاً مساعداً لبقاء اسرائيل محتلة لارض فلسطين وآخر هذه المواقف المشينة هو موقف مورتانيا بأعادة علاقاتها مع اسرائيل. ونحن نقول ان القضية ليست قضية مصالح – يكسب اكثر من يصل اسرع – انما القضية قضية إسلام محارب ووطن مغصوب وشعب مشرّد فباحتلال اسرائيل لفلسطين محاربة للدين الاسلامي، واغتصاب لارض من الوطن العربي، وتشريد لشعب مسلم ونحن كعرب ومسلمين لنا من الاسباب والدوافع الكثير ما يجعلنا نتخذ موقف موحّد ضد اسرائيل لا ان نمد لها يد العون ومنها قول الرسول(ص) من رأى منكم منكراً فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان.

المحامي البحراني