دروس سياسية لزعماء الدول الاسامية

حكى سواق الزعيم الأزهرى انه خرج معه فى مشوار الساعة الخامسة مساء ولم يكن يعرف وجهته إلى أين حتى وجد نفسه أمام قهوة يوسف الفكى بام درمان وطلب منه الزعيم التوقف هنا … لماذا لا أدرى ؟ وعندما رأى يوسف الفكى عربة الرئيس جاء مهرولا إليه يسلم عليه ويحيه … فيبادره الزعيم الأزهرى : سلفني 30 جنيه ؟ يقول السائق والله كاد أن يغمى علي .. زول نزل علمين عشان يرفع علم السودان يجى يستدين 30 جنيه من سيد قهوة ؟ لا وكمان اعتذر صاحب القهوة انه ليس معه هذا المبلغ الآن؟ ويعود الزعيم دون أن يحصل على هذا المبلغ الزهيد والذى كان يريد أن يدفع منه راتب السواق 10 جنيه والطباخ خمسة جنيه والغسال 2.5 ويحضر مستلزمات لمنزله ببقيه السلفه …..
ما هذا النبل وما هذا الصدق وما هذه الأمانة زعيم يجلس على كرسى العرش البريطانى ويأتى باستقلال السودان ويموت معدم فقير.