ذكرت مواقع خبرية اليوم الاثنين، ٢٠ مارس ٢٠١٧ خبراً مفاده:
تضرع البابا فرانسيس طلبا لغفران الرب عن “خطايا وأخطاء الكنيسة والمنتمين إليها” المتورطين في الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا التي أدت لمقتل ثمان مائة ألف شخص عام 1994.
وذكر بيان للفاتيكان، إثر استقبال البابا للرئيس الرواندي، بول كاغامي، أن الحبر الأعظم عبر لضيفه عن “عميق تأثره وحزن الكرسي الرسولي والكنيسة للإبادة التي تعرض لها التوتسي”.
وأضاف البيان أن البابا “تضرع مجددا للرب طلبا للغفران عن خطايا وأخطاء الكنيسة والمنتمين إليها، ومن بينهم أساقفة ورجال دين ونساء دين استسلموا للكراهية والعنف، وخانوا رسالتهم الانجيلية”. انتهى
وهل تعتذر السعودية عما فعلته كدولة في قتل الشيعة و الوهابية كمعتقد، في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف من هتك الأعراض، وسبي النساء، وقتل الأبرياء لمجرد اعتقادهم بتقديس اضرحة ومقامات المعصومين عليهم السلام.
وهذه نبذة من التاريخ:
للوهابيين غارات وهجومات على (النجف وكربلاء) معا ً فلحوا في بعضها وخابوا في الأخرى , نذكر لك ما ذكره الشيخ محمد كاظم الطريحي في كتابه ( النجف الأشرف مدينة العلم والعمران ) حول هذه الغارات المشؤومة على هذه المدن المقدسة: قال عند روايته لبداية هذه الغزوات : (ذكر ياسين بن خير العمري في كتابه المخطوط (غرائب الأثر ص56) , قال في سنة (1214هـ/1799م) , قدمت قافلة من نجد إلى العراق فباعت القافلة ما عندها في (بغداد) , وحملت ما أرادت وعزمت على المسير إلى بلادها , وتوجه معها من العراق بقصد الحج جماعة , وساروا حتى وصلوا (المشهد) فوجدوا هناك فرقة من الخزاعل , وهم رفضة , فنظر فوارس الوهابي إلى أمير الخزاعل يقبل عتبة باب حجرة الإمام علي (رضي الله عنه ) فحملوا عليه وقتلوه , ودام القتال ثلاث ساعات بينهم وبين الخزاعل , وقتل وجرح من رجال الوهابيين مائة رجل , ومثلهم من عرب الخزاعل , ونهبت أموال الحاج العراقي , وجمال والوهابيين وخيلهم , وتوجه إلى نجد من سلم منهم , وعاد إلى (بغداد) الحاج العراقي) .
وفي مطلع السعود (مطالع السعود ص 168) المخطوط ما ملخصّه : أرسل الوزير سليمان باشا والي (بغداد) عبد العزيز بك الشاوي إلى عبد العزيز بن سعود ليواجهه في (درعيته ) , ويكلمه في ديات من قتلتهم خزاعة , وسكان (النجف ) من أهل نجد عندما طلب ديّاتهم من الوزير , فلّما قفل الشاوي من حجه إجتاز بإبن سعود فكلّمه في هذا الأمر فأبى وطلب من الوزير أن يكون له غربي الفرات , وللوزير شرقيه , فعاد إبن شاوي وأنبأ الوزير فأبي . وهذه الحادثة هي التي غرست بذور الشحناء بين الوهابيين والنجفيين .

سريّة لنهب النجف: قال العمري في غرائب الأثر ( مطالع السعود ص168 ) : في سنة (1215 هـ / 1800 م ) , أرسل الوهابي سرية إلى العراق لنهب مشهد الإمام علي , وهدم قبتـّه , وأخذ ما فيها من الأموال، فالتقى بها أعراب البصرة , وقاتلوها وكسروها أشدّ كسرة , وقتل من عرب الوهابي جماعة, وأخذ منهم ستمائة جمل , وقيل ألف وستمائة جمل .

الحادثة الأولى: أول حادثة للوهابيين كانت ليلة الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة (1216 هـ / 1801م) , وهي سنة هجومهم على (كربلاء) وقتلهم أهلها , فتوجّهوا بعدها إلى النجف ونزلولها.
ذكر هذه الحادثة السيد حسون البراقي (نزهة الغري (تأريخ النجف ) للسيد حسّون البراقي , النسخة المخطوطة / ص75), بعد أن ساق سندا ً إلى من شاهد الواقعة قال : لمّا جاء سعود إلى النجف وأحاط بها , واشتغل الرمي بالرصاص من الطرفين , قتل من أهل( النجف ) خمسة رجال أحدهم عمي السيد علي الحسيني الشهير بالبراقي , وكانت شدة عظيمة على أهل النجف لعلمهم بما صنع الوهابيون في كربلاء من القتل والنهب , وما فعلوه بمكة والمدينة , ولذا برزت المخدرّات من خدورها , ومعهنّ العجائز يشجعّن المقاتلين ويقفن على كل فرقة ويقلن : أما تستحون على نسائكم أن تهتك وأموالكم أن تنهب , وتذهب غيرتكم .

الحادثة الثانية: في المنتظم الناصري (ص78) ما ترجمته : في سنة (1217هـ / 1807م ) أغار عبد العزيز الوهابي على الحرمين (النجف) و(كربلاء) , وجاء لأطراف العراق في عيد الغدير في آخر تلك السنة , وقتل جماعة من العلماء والمجاورين في كربلاء , وامتنعت عليه النجف .

الحادثة الثالثة: ذكر لونكريك في (أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث ج3 ص247) غزوة ثالثة والتي أعنفها الهجمة التي حدثت عام (1218هـ / 1803م) حيث دافع النجفيون دفاعا ً عنيفاً . وقال : أوشك الوهابيون أن ينجحوا بغاراتهم المفاجئة للنجف غير أن النجفيين تصدّوا لهم من السور فكسروهم , ولم تستطع القوة الغازية من إقتحام المدينة.

الحادثة الرابعة: في سنة (1220 هـ/ 1806م) سار سعود بجيوشه ونازل (النجف) , وفرق جيشه عليه من كل جهة وأمرهم ان يتسوروا الجدار على أهله , فلمّا قربوا منه فإذا دونه خندق عريض عميق فلم يقدروا على الوصول , وجرى بينه وبين النجفيين مناوشة وقتال , ورمي جيشه من السور فقتل منه عدّة قتلى فرجعوا إلى النجف (عنوان المجد في تأريخ نجد , ج1/ ص136).

الحادثة الخامسة: في سنة (1221هـ /1806م) بلغ أهالي النجف نبأ توجه الوهابيين إليهم , وإنه قاصد مهاجمة المدينة المقدسة , فأول ما فعلوه أنهم نقلوا خزانة أمير المؤمنين إلى (بغداد) خوفاً عليها من النهب كما نهبت خزانة الحرم النبويّ , ثم أخذوا بالإستعداد له , وكان المدافع الشيخ جعفر بن خضر الجنابي صاحب كتاب (كشف الغطاء) المتوفى سنة (1228هـ /1812م) , وساعده بعض العلماء , فأخذ يجمع ما يحتاج إليه في الدفاع ,فما كان إلاّ أيّام حتى ورد الوهابي بجنوده ونازل النجف ليلاً , وبات تلك الليلة, وعزم على أن يهجم على البلدة نهاراً , وكان الشيخ جعفر قد أغلق الأبواب , وجعل خلفها الصخور والأحجار , وكانت الأبواب يومئذف صغيرة , وعيّن لكل باب عدّة من المقاتلين , وأحاط باقي المقاتلين بالسور من داخل البلدة , وكان السور يومئذ واهي بين كل أربعين أو خمسين ذراعاً منه قـفوله (حصّار), وكان قد وضع في كلّ قـفولّة ثـلّة من أهل العلم شاكين , فكان جميع ما في البلدة من المقاتلين لا يزيدون على المائتين لأن أغلب الأهالي خرجوا هاربين حينما بلغ سمعهم توجه العدو , واستجاروا بعشائر العراق , فلم يبق مع الشيخ جعفر الإّ قلة من مشاهير العلماء كالشيخ حسين نجف , والشيخ خضر شلاّل , والشيخ مهدي ملا كتاب , والسيد جواد صاحب مفتاح الكرامة , وغيرهم من المشايخ الأغيار , ثمّ أن الشيخ وأصحابه وطنوا أنفسهم على الموت لقلتهم , وكثرة عدوّهم .

أما إبن سعود فإنه بات تلك الليلة بجنده خارج البلدة , وما أصبح الصباح الإّ وهم قد انجلوا عن البلدة المشرفة , وتفرقوا أيدي سبا.
ذكر هذه الحادثة السيد جواد صاحب (مفتاح الكرامة) في آخر المجلد الخامس بعد تمامه في أوّل ربيع الأوّل سنة (1221 هـ / 1806 م) , قال : أحاطت الأعراب من عنزة القائلين بمقالة الوهابي الخارجي بالنجف الأشرف , ومشهد الحسين , وقد قطعوا الطريق , ونهبوا زوّار الحسين بعد منصرفهم من زيارة نصف شعبان , وقتلوا منهم جمعاً غفيراً وأكثر القتلى من العجم , وربمّا قيل أنّهم مائة وخمسون ….

وهناك تفاصيل كثيرة لمن اراد، فعليه البحث (هجوم الوهابية على كربلاء والنجف) في الانترنيت.