الشرق الأوسط غير شكل، كلمة سمعتها من بعض المسؤولين في دول شرق اوسطية المكان أو التفكير، وسمعتها في مختلف المجالات عندما سألتهم عن المفارقات بين دول الشرق الأوسط ودول تحترم نفسها.

والذي لفت نظري اليوم، هو خبر من فرنسا مفاده: ان القانون الفرنسي يحاسب المسؤولين اذا وضفوا اولادهم او زوجاتهم. اليكم نصر الخبر من (تطبيق): 

قال مسؤول في مكتب برنار كازنوف رئيس الوزراء الفرنسي إنه استدعى وزير داخليته برونو لو رو للاجتماع معه، اليوم الثلاثاء، بعد تقارير عن توظيفه ابنتيه خلال الصيف أثناء عضويته في البرلمان.

وتحولت مسألة توظيف السياسيين لأفراد عائلاتهم في وظائف الدولة موضوعًا ساخنًا خلال الحملة الرئاسية بعد تورط المرشح الرئاسي عن المحافظين فرانسوا فيون في فضيحة توظيف زوجته وأولاده كمساعدين له.

وتذكرت كلمة مهمة من الامام الشيرازي الراحل عندما كان يتكلم عن الديكتاتور كيف يفكر وكيف يعمل، فكان رحمه الله يعبر عن توظيف الأقرباء، او توزيع المناصب على أساس القرب أو البعد في الأقرباء، عن ان هذه من أبرز علائم الديكتاتور …

وكنت اتابع أخبار الشرق الأوسط، وفي العراق وايران بالضبط، فرأيت ان هاتان الدولتان من النماذج البارزة في تقسيم المناصب، أو بالأحرى توسعة العوائل الحاكمة، فانك ترى ان الرئيس العراقي مثلاً و فور استلامه المنصب، يُعيّن ابنته في مكتبه، وبراتب يفوق راتب المئات من الموظفين العراقيين، وانك تجد كل المسؤولين، من باب الصدفة طبعاً، أقرباء، واللطيف انهم تصاهروا بعد استلامهم الدولة (على الأغلب)(!).

طبعاً وشاهدت ذلك في كابينة الرئيس الأمريكي ترامپ. مؤخراً.

وبعد الدقة في الخصوصيات وجدت ان الحمى التي كانت ولاتزال في الشرق الأوسط توسعت حتى وصلت امريكا بالذات، ولكن اذا قلنا ان الاستبداد بطبيعة حاله يعمل هكذا، فلم يعد عندنا اية تساؤل، أو استغراب، اذ أن ترامپ دخل البيت الابيض بهمجية وصراع مع الجميع. 

فانك تجد قل قبيح في دول الغرب، مثل الكذب، والتزوير، وتوظيف الأقرباء، والسرقات من أموال الشعب بشكل مقنن، و… تراه جميلاً في دول العالم الثالث، والشرق الأوسط بالذات.

وآخر دعوانا ان الحمد لله، الذي وفقنا للابتعاد عن السياسة، ومنه نستمد العون حتى ….