بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ صدق الله العلي العظيم

قرر المجتمع الدولي ان يكون الحادي والعشرين من ايار/ مايو من كل عام يوماً دولياً للتنوع الثقافي، كمناسبة للتركيز على هذه الميزة التي تتمتع بها المجتمعات والشعوب بمختلف اعراقها وأديانها ومللها، بما يشتمل مشاربها الفكرية والثقافية، نظرا لأهمية تلك الميزة في إغناء البشرية بكل ما هو قيم وجدير بالمنفعة، سيما ان ارتكزت هذه الثقافات على مبدأ الحرص على الحوار وتحقيق التنمية المتبادلة بين كافة الشعوب.

فالتنوع الثقافي بمختلف عناوينه الإنسانية كان ظاهرة فطرت عليها البشرية منذ سالف الازمان، وقبل ان يقرها المجتمع الدولي المتحضر كميزة لابد من الاستفادة منها، كان الإسلام الحنيف يشدد في تعاليمه على هذه القيمة الإلهية، كما تشير الآية الكريمة التي افتتحنا بها هذه الرسالة.

لكن مع شديد الأسف نجد ان الكثير من الشعوب ترى في اختلاف الثقافات سبة لانتهاج العنصرية والتفرقة والتحريض على الكراهية، غير معتبرين بما سلف من ويلات ومصائب حلت بالبشرية بسبب تلك الممارسات القاصرة و اللا مسؤولة إزاء التنوع الثقافي، فلا تزال العديد من المجتمعات داخل الأوطان ذاتها، او بين الدول ونظيراتها، تعج بثقافة العنصرية والطائفية، مرتكزة على منطلقات تنم عن الجهل والفكر المنحرف وقصور في الرؤية للبعد الاشمل لتنوع الثقافات.
لذا تنطلق المنظمة ومن ثقافتها وتعاليمها المقتبسة من الدين الإسلامي الحنيف لدعوة كافة الهيئات والمنظمات والجهات الدولية والمحلية في مختلف بلدان العالم الى إحياء هذه المناسبة عبر برامج فاعلة وإجراءات ملموسة لإشاعة الحوار وتلاقي الثقافات بين مختلف الشعوب، والعمل على الارتقاء إنسانيا بالقيم وتجسير العلاقات بشكل بناء ومثمر ليعود بالخير على البشرية جمعاء دون تمييز.
كما تدعو في هذه المناسبة الى تحرك المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية الى تشكيل لجان للحوار بين الدول والشعوب التي تشهد النزاعات والصراعات، سيما البلدان في الشرق الأوسط، خصوصاً ان في هذه الاجراء أثر ملموس في تقريب وجهات النظر بين الخصماء، وتسهم في حفض معدلات العنف.
والله ولي التوفيق