اسفر الجهل والامية في العديد من انحاء العالم عن العديد من الاشكاليات والظواهر السلبية التي لم تنفك فتكا بالمجتمعات الانسانية، خصوصا مع استغلال بعض الجهات المتطرفة وذات الاجندة المشبوهة في استغلال البسطاء والمحرومين من التعليم في تنفيذ اهدافهم الشريرة، كما هو الحال مع الجماعات الارهابية التي تنشط في اغلب الاحوال في البيئات والتجمعات السكانية التي يعمها الجهل والامية.

هذا الامر بحد ذاته كان ولا يزال في اولوية العالم الحر المطلوب ايلائها المزيد من الرعاية والاهتمام، خصوصا ان انحسار الجهل والامية في اي دولة او أمة يعود عليها بالاستقرار والامن والازدهار الاجتماعي على مختلف الاصعدة، سيما السياسية والاقتصادية، فالعلم وسيلة مثلى لارتقاء المجتمعات.

فالهجرة والفقر والتطرف والارهاب والاقتتال وانحدار المستوى المعيشي وغيرها من القضايا ذات الصلة، تقف الامية في صدارة اسبابها في بلدان العالم النامي، وعلى الرغم من مساعي العديد من الجهات تقليص البون الشاسع بين معدلات الامية بين الدول المتقدمة والدول النامية، الا ان بعض الظروف القاهرة ساهمت في تبديد تلك الجهود، لا سيما استمرار النزاعات وتردي الاوضاع الاقتصادية لتلك الدول.

هذا الامر يستدعي دون ادنى شك من كافة الاطراف والجهات الرسمية والشعبية حول العالم تدارك هذا الاخفاق الكبير الذي يمثل تحديا للإنسانية جمعاء وهي على اعتاب الالفية الثالثة، خصوصا ان وسائل التعليم والتواصل لم تعد بالصعوبة التي كان عليها العالم قبل عقود.

من هذا المنطلق وتزامنا مع اليوم العالمي لمحو الامية، تدعو منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) الى تفعيل وتعزيز جهود محو الامية حول العالم، ووضع نصب العيان هدف القضاء عليها نهائيا، وحسب مقررات الامم المتحدة واتفاقاتها بهذا الشأن، والله ولي التوفيق.