قال علي عليه السلام: من عامل بالعنف ندم

تحيي المجتمع الدولي الثاني من تشرين الاول/ اكتوبر الذكرى السنوية ليوم اللاعنف العالمي، هذه الذكرى التي جاءت كمبادرة انسانية تبنتها الامم المتحدة وحدد لها تاريخاً محدداً لمراجعة اوضاع الشعوب حول العالم والبحث في الحلول الناجعة لوقف اعمال العنف المندلعة، سواء على صعيد الحروب الدولية او الاقتتال الداخلي الذي ينشب داخل البلد الواحد.

ولشديد الاسف تمر علينا هذه المناسبة في ظل اجواء يتسيدها العنف المطبق في كثير من انحاء العالم، سيما بلدان الشرق الاوسط التي عانت بؤس الصراعات المسلحة طوال عقود خلت، ولم تتمكن المنظومة الدولية من ايجاد سبلاً لوقفها او معاقبة المتسبب بها.

فما يجري في ليبيا واليمن وافغانستان وماينمار وغيرها من الدول الاسلامية والعربية من اعمال عنف مكلفة بشرياً ومادياً، دليل ملموس ومنظور يعكس فشل المجتمع الدولي في تبني قرارات تحد من سفك الدماء، فيما تعد القضية الفلسطينية الاكثر تعقيداً منذ عقود، ويغيب عن الافق اي بصيص أمل ينهي معاناة الشعوب المنكوبة.

وما يثير الاستياء والقلق في الوقت ذاته ان عديد من دول العالم المتحضر سيما الغربية منها تنتهك بشكل صارخ كافة المعاهدات والمواثيق المبرمة، من خلال تغذية مناطق التوتر والصراعات بالموارد العسكرية التي تطيل من أمد الاقتتال، مرجحة المصالح الاقتصادية والسياسية على جميع الحقوق الانسانية المتفق عليها.

ان منظمة اللاعنف العالمية اذ تشارك المجتمع الدولي في هذه الذكرى المهمة، تطالب القوى العالمية مجتمعة بالرجوع الى الاتفاقيات الفاعلة لوقف الحروب والعمليات المسلحة في بلدان العالم النامي، والزام جميع الاطراف المتحاربة بالالتزام الحوار لحل الاشكاليات القائمة بينها، والدفع صوب العقلانية ونبذ العنف في التعامل مع الخصوم في مختلف التحديات المشتركة التي تواجه الجميع.
والله ولي التوفيق