اليوم العالمي للديمقراطية، الذي نحتفل به في الخامس عشر من سبتمبر من كل عام، هو أكثر من مجرد مناسبة؛ إنه تذكير حيوي بقيم أساسية تشكل أساس المجتمعات العادلة والمستقرة.
في هذا اليوم، تؤكد منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) على أن الديمقراطية ليست مجرد نظام سياسي، بل هي تعبير عن كرامة الإنسان وحقه في المشاركة في صياغة مستقبله. إنها السبيل الذي يمكن من خلاله تجسيد قيم العدل، والحرية، والمساواة، والتسامح.
إن المبادئ الديمقراطية، المستمدة من روح الإسلام الأصيلة التي تدعو إلى الشورى والعدل، هي أداة حاسمة لمواجهة التحديات المصيرية التي تواجه الإنسانية، خصوصاً في عالمنا العربي الذي يئن تحت وطأة الصراعات والتوترات.
إننا في منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) ندعو إلى تفعيل المبادئ الديمقراطية كحل عملي للأزمات الراهنة. وفي هذا السياق، نقدم مجموعة من المطالب والمقترحات الموجهة إلى الحكومات، والمجتمع المدني، والمؤسسات الدولية:
* 1. تعزيز سيادة القانون والمؤسسات: يجب أن تكون سيادة القانون فوق الجميع، مع ضمان استقلال القضاء وتفعيل مبدأ الفصل بين السلطات. هذا هو الأساس الذي يمنع الاستبداد ويحمي الحريات العامة.
* 2. إطلاق سراح سجناء الرأي: ندعو إلى إطلاق سراح جميع سجناء الرأي والناشطين السلميين، ووقف الملاحقات الأمنية للصحفيين والمفكرين. حرية التعبير هي شريان الحياة للديمقراطية.
* 3. تفعيل دور المجتمع المدني المستقل: يجب رفع القيود عن منظمات المجتمع المدني ومنحها المساحة الكافية للعمل بحرية واستقلالية. هذه المنظمات هي شريك أساسي في بناء الديمقراطية وتعزيز المساءلة.
* 4. ضمان الانتقال السلمي للسلطة: يجب أن تكون هناك آليات دستورية واضحة تضمن الانتقال السلمي للسلطة بعيداً عن العنف والتفرد.
* 5. مكافحة الفساد: الفساد يمثل أكبر عائق أمام التنمية والديمقراطية. يجب تفعيل هيئات مكافحة الفساد ومنحها الصلاحيات الكاملة لملاحقة الفاسدين، بصرف النظر عن مواقعهم.
* 6. تعزيز ثقافة التسامح والقبول: يجب أن يكون هناك عمل جاد على المستويين التعليمي والإعلامي لنشر ثقافة التسامح والقبول بالآخر، ونبذ خطاب الكراهية الذي يهدد النسيج الاجتماعي للمنطقة.
إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن الديمقراطية، بمبادئها الأصيلة وقيمها، هي الحل الأمثل لمواجهة الأخطار التي تتهدد عالمنا العربي، من الفقر، والجهل، والتطرف، والصراعات الطائفية.
فالديمقراطية هي التي تتيح للجميع فرصة المشاركة، وتضمن توزيع الثروات بشكل عادل، وتفتح آفاقاً جديدة للسلام والتنمية.
ندعو كافة القوى الحية في مجتمعاتنا إلى العمل يداً بيد من أجل تحقيق هذا الهدف السامي.
إن مستقبلنا مرهون بقدرتنا على تبني مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وهي قيم لا تتعارض مع إيماننا، بل هي جزء لا يتجزأ منه.