نداء العدالة الإنسانية والمناخية
يا قادة العالم الأفاضل.
باسم منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر)، التي تؤمن بقيمة الحياة والكرامة الإنسانية، نوجه إليكم هذا النداء العاجل قبيل انعقاد مؤتمركم المرتقب.
إن أزمة المناخ ليست مجرد قضية بيئية؛ إنها أزمة إنسانية وجودية تهدد أسس الأمن والسلام والعدالة في العالم، وتضرب بشكل خاص الفئات الأفقر والأكثر ضعفاً.
لقد حان الوقت للابتعاد عن الوعود المؤجلة والخطوات البطيئة. إن الأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية – من جفاف وفيضانات وعواصف – تحولت إلى سلاح صامت يدمر الأرواح ويفكك المجتمعات.
ندعوكم إلى الاهتمام والعمل الجاد بالنقاط التالية، جاعلين الإنسان وكرامته في صميم كل قرار:
* 1. وضع حد لمعاناة مهاجري المناخ:
* الاعتراف الرسمي بـ “مهاجري المناخ” كفئة تتطلب الحماية الدولية والمساعدة الإنسانية، وتطوير أطر قانونية ومعيارية لمعالجة أوضاعهم.
* إنشاء صندوق عالمي للتكيف والهجرة يخصص لتمويل حلول الهجرة المتصلة بالمناخ ودعم المجتمعات المضيفة والمهجرين داخلياً ودولياً.
* 2. مكافحة الجفاف وتأمين الغذاء:
* الالتزام بتمويل مشاريع مستدامة لمكافحة التصحر والجفاف في المناطق الأكثر تضرراً، خاصة في إفريقيا وآسيا.
* تخصيص موارد مالية وتقنية ضخمة لتطوير تقنيات زراعية مقاومة للمناخ، وضمان الأمن الغذائي كحق أساسي لا يمكن المساس به.
* 3. معالجة فقر المناخ والعدالة المالية:
* الوفاء الفوري والكامل بالتزامات التمويل المناخي المتفق عليها، وتجاوزها بوضع آلية تمويل عادلة ومباشرة لـ “الخسائر والأضرار” التي تتكبدها الدول النامية، كونها الأقل مسؤولية عن الأزمة.
* إعادة هيكلة الديون أو إلغائها عن الدول الفقيرة لتمكينها من الاستثمار في التكيف المناخي بدلاً من سداد الفوائد.
* 4. ضمان المشاركة وحماية الأصوات:
* تأمين مشاركة فعالة وحقيقية للمجتمعات المتضررة مباشرة، وخاصة النساء والشباب والسكان الأصليين، في صياغة وتنفيذ خطط العمل المناخي.
* حماية نشطاء البيئة والمدافعين عن حقوق الإنسان من الترهيب والعنف، والذين هم في طليعة الكفاح من أجل كوكب مستدام.
رؤيتنا: اللاعنف من أجل استدامة الكوكب
إن مبدأ اللاعنف يمتد ليشمل علاقتنا بالطبيعة. العنف ضد البيئة هو عنف ضد الإنسان. إن التدمير المنهجي للموارد، والاستغلال الجشع، وإطلاق الانبعاثات بلا حدود، كلها أشكال من العنف يجب أن تتوقف.
نحثكم على الخروج من هذا المؤتمر بـاتفاقيات تاريخية وجريئة تعكس المسؤولية الأخلاقية والتاريخية للدول الصناعية، والتحول الجذري نحو اقتصاد عالمي يحترم حدود الكوكب ويعطي الأولوية لـالعدالة المناخية والاجتماعية قبل الربح قصير المدى.
المستقبل العادل والمسالم لا يمكن أن يُبنى على أرض منهكة وشعوب مهجّرة. تحركوا الآن، لأن الغد قد يكون متأخراً جداً.
مع خالص التقدير.